يعاني سكان ولاية الطارف من أزمة حادة في التموين بالماءالشروب، حيث لازالت أغلب البلديات تستهلك الماء المالح، ويلجأ سكانها إلى شراء العذب بدينار لكل لتر، ما فتح سوقا موازية لسماسرة المياه والباعة المتنقلين عبر الأحياء. ولم تفلح المشاريع المبرمجة في حل الإشكالية، إذ يحمّل السكان الجزائرية للمياه" وشريكها الألماني المسؤولية، باعتبارها تسير 24 بلدية. وقد شهد سكان الولاية ضخا استثنائيا للماء العذب أثناء زيارة كبار المسؤولين في البلاد للولاية، لتتوقف العملية، ويعاد تشكيل الصورة المأساوية للصهاريج المتنقلة، علما أن الطارف تتلقى أهم نسبة تساقط الأمطار في الجزائر، تصل إلى 1500 مم، تجلب 700 مليون متر مكعب من المياه السطحية، لا يستغل منها إلا 30 بالمائة، في حين تضيع الكمية المتبقية في البحر والأودية، وتضم الولاية عدة سدود كبرى، لا يشتغل منها إلا سدي ماسكة والشافية، بانتظار انتهاء الأشغال من سد بوقوس، والانطلاق في إنجاز ثلاثة سدود أخرى ببوخروفة، بولطان وبوناموسة. أما المصادر الجوفية التي تزود أغلب سكان الولاية، فهي منابع مالحة ألحقت ضررا بصحة السكان، وأصبحت غير صالحة للشرب، ويتعلق الأمر بثمان أسمطة رملية ببوثلجة، والقالة، وأم الطبول، وعين العسل، تمثل 97 بئرا. ومن المشاكل الأساسية التي تعترض عملية التوزيع الأفضل للماء الشروب، تكمن في الحالة المتردية لشبكات التحويل الرئيسية، وانزلاق التربة، وانكسار القنوات، وسرقة وتخريب التجهيزات، وانعدام وسائل التدخل، ونقص اليد العاملة المؤهلة، أدى إلى ضياع أكثر من 60 بالمائة من المياه. ليبقى التساؤل مطروحا عن تراكم الديون العالقة لدى المؤسسات الإدارية والخواص الذين لا يسدّدون مستحقات الاستهلاك.. وقد استفاد قطاع الري خلال السنوات الأربع الأخيرة 19 عملية خاصة بالمياه الصالحة للشرب، قدرت قيمتها ب 2.66 مليار دج، مع انطلاق برنامج الخماسية القادمة 2008-2013، الذي قدرت اعتماداته المالية ب 8.8 مليار دج. تستهدف تجديد شكبات التوزيع وقنوات التحويل وتهيئة مجمّعات المنابع.