إضافة جديدة للفوائد التي سبق وأن كشف عنها عديد الدراسات بالنسبة إلى رضاعة الأطفال الطبيعية، أزاحت عنها النقاب دراسة بريطانية حديثة لكن هذه المرة ليست للطفل فحسب ولكن للأم كذلك، حيث اتضح أن الأطفال الذين يتغذون على لبن الأم الطبيعي بعد ولادتهم تقل لديهم أخطار الإصابة بنسب عالية من الكولسترول عندما يكبرون، في حين أن الأمهات كذلك تقل لديهم أخطار الإصابة بسرطان الثدي. وأفاد الباحثون الذين خلصوا لتلك النتيجة الرائعة أن الآلاف من الأرواح من الممكن أن يتم إنقاذها إذا ما حرصت الأمهات على إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر على الأقل. وإذا ما فعلت الأمهات ذلك، فإن مستويات الكولسترول تقل بشكل ملحوظ لدى الأطفال، ما يعني قلة فرص إصابتهم بأمراض القلب فيما بعد. وقد توصل باحثون من جامعة سانت جورج في العاصمة البريطانية لندن إلى تلك النتيجة السارة بعد أن قاموا بمراجعة بيانات أكثر من 17 ألف شاب في سن البلوغ، وتبين لهم أن معدلات الكولسترول تقل بشكل كبير لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من أمهاتهم مقارنة بالأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية. وأشارت نتائج الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من أن تأثير الرضاعة الطبيعية على الأفراد من الممكن أن يكون ضئيلا نسبيا على جميع الأفراد، تبين أن أي شخص يتغذى في الصغر على لبن الأم فإن فرص إصابته بمرض الشريان التاجي تقل بنسبة 5 بالمائة. ويقول الدكتور "كريس أوين" اختصاصي علم الأوبئة في جامعة "سانت جورج" والمشرف على الدراسة إن نتائج الدراسة أظهرت أن رضاعة الطفل الأولية وبخاصة إذا تلقاها بمفرده، ترتبط بانخفاض تركيزات الكولسترول في الدم عندما يكبر بعد ذلك، مقارنة ً بالأطفال الذين يتغذون في صغرهم بشكل اصطناعي"، مضيفا أنه يجب على الأمهات إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي إذا كان في استطاعتهن ذلك، نظرا إلى المكاسب الصحية الكثيرة التي سيحصل عليها الطفل عندما يكبر. فضلا عن ذلك، تقل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللائي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية كما تقل مخاطر إصابة الأطفال بالبدانة ومرض الاكزيما الجلدي وأمراض الأذن المعدية.