هذه الفترة الصيفية التي تتميز باشتداد الحرارة كثيرا ما تثير شهية المواطنين سيما منهم شريحة المسنين القادمين من الولايات ذات الطقس البارد بغرض الاستجمام سواء بالحمامات المعدنية أو الكثبان الرملية الساخنة، أو فيما ما بات يعرف ب"حمامات الرمل" أو"التعريق" لمعالجة بعض أنواع الأمراض التي تصيب العظام والمفاصل على وجه الخصوص. ويتوافد العديد من المواطنين على هذه الواحة الجميلة الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 49 في هذه الفترة التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها بكل الوسائل المتاحة أفرادا وجماعات في الحافلات الجماعية والسيارات بالنسبة للعائلات بغرض العلاج أو الاستمتاع بما منحته الطبيعة لهذه الواحة من مناظر طبيعية خلابة. .. وانتعاش للأنشطة التجارية والسياحية وتشكل هذه الفترة من السنة فرصة تجارية سانحة لسكان زلفانة الذين تزداد وتيرة نشاطهم التجاري، كما أن العديد منهم يلجؤون إلى خدمات تأجير سكناتهم وخيمهم الصحراوية أو منازلهم الصيفية الواقعة داخل الحدائق وواحات النخيل للوافدين بأسعار قابلة للتفاوض، مما يضفي على هذه الرحلات العائلية نكهة تفوق متعة الرحلات الصيفية باتجاه الشواطئ. وبالرغم من هذه الخصوصية السياحية حسب ما ورد في وكالة الأنباء الجزائرية فإن واحة زلفانة تواجه نقصا كبيرا في مجال هياكل الاستقبال والإيواء والتي تقدر حاليا ب 648 سرير، بالإضافة إلى بعض المنتجعات التي توفر الإيواء لزبائنها حيث تزداد في هذه الفترة من الصيف وتيرة الإقبال على هذه الواحة الهادئة، مما يوفر انتعاشا كبيرا للأنشطة التجارية والسياحية للسكان المحليين. وتتوفر واحة زلفانة التي تقع على ارتفاع يصل إلى 480 متر وبمفترق الطريق الوطني رقم 49 في اتجاه مدينة ورفلة على عدد من الحمامات المعدنية التي تصل درجة حرارة مياهها التي تنبع من أعماق الأرض إلى أكثر من 41 درجة مئوية، فضلا عن طبيعتها الصحراوية التي تتميز بها حيث واحات النخيل الخلابة وكرم الضيافة وسط الكثبان الرملية المترامية التي تفتح طبيعتها الهادئة وبكل دفء على زوارها الذين يقضون بين أحضانها ساعات سواء أكانت للمتعة عند غروب الشمس أو لأغراض العلاج. وضعية حمامات "زلفانة" تقليدية وبعيدة عن تلبية حاجيات الوافدين وعادة ما يتوجه الباحثون عن علاج لبعض الأمراض التي تصيب العظام والمفاصل صباحا إلى هذه الكثبان الرملية الذهبية، حيث يدفنون أجسادهم تحت الرمال لمدة قد تصل إلى ثلاث ساعات تراقبهم طيلة هذه المدة عيون مرافقيهم اليقظة قبل التحاقهم مجددا بمقرات إقامتهم. كما يفضل آخرون التوجه إلى الحمامات المعدنية التي يقضون فيها ساعات طوال للاسترخاء والاستجمام وتمكين أجسادهم من الاستفادة مما توفره المياه الساخنة من مواد طبيعية تساعد على معالجة بعض الأمراض كما أنها تمنح طاقة وحيوية جديدة للجسد. وبخصوص وضعية هياكل الاستقبال بهذه الواحة أكد رئيس دائرة زلفانة بأن المرافق المتوفرة حاليا ومعظمها ذات نمط تقليدي غير كافية ولا تسمح بتلبية حاجيات الوافدين إلى الحمامات المعدنية، مشيرا إلى أن هناك محاولات تبذل من أجل تشجيع المستثمرين لإنجاز هياكل استقبال تمكن من تغطية حاجيات الزائرين وتساهم في تطوير نشاط السياحة الحموية في هذه الولاية. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن حمامات واحة زلفانة التي توفر علاجات لعدد من الأمراض ذات الصلة بأمراض الأعصاب والمفاصل والجلد تبقى وضعيتها التقليدية الحالية بعيدة عن تلبية حاجيات الوافدين إليها الباحثين عن الراحة الصحية. وأوضح المسؤول ذاته بأن منطقة زلفانة مدعوة لأن تحتل مكانة مرموقة في مجال السياحة وطنيا ودوليا خاصة وأنها قد استفادت من منطقة توسع سياحي تمتد على مساحة تزيد عن 90 هكتارا، حيث قامت المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية بإعداد دراسة تهيئة هذه المنطقة. كل ظروف الاستثمار متوفرة وتقترح هذه الدراسة العديد من الهياكل والمصالح ومن بينها التجهيزات الترفيهية والثقافية والرياضية إلى جانب المرافق الفندقية والحموية بالإضافة إلى فضاءات موجهة لفائدة المتعاملين الراغبين في الاستثمار في مجال إنجاز محطة حمامات معدنية بمعايير عالمية. وأكد رئيس دائرة زلفانة في هذا الخصوص بأن كل التسهيلات قد وفرت من أجل الاستثمار بالجهة، مشيرا في السياق نفسه الى أن السلطات العمومية تعمل من أجل وضع كل الوسائل التي من شأنها أن تساهم في تقريب المستثمر من أجل تحويل زلفانة إلى محطة ذائعة الصيت للحمامات المعدنية والرملية. وفي انتظار تحقيق هذا الهدف فإن السلطات المحلية بدائرة زلفانة قد وضعت إستراتيجية تستهدف إنشاء مناطق للراحة وتهيئة مساحات للعب، إلى جانب إعادة الاعتبار للحمامات المعدنية المتواجدة بها بهدف إرضاء الوافدين إلى هذه الواحة الصحراوية.