على الرغم من الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة التي لم ينخفض معدلها عن 35درجة مئوية منذ مطلع فصل الصيف أن الحمامات المعدنية عبر إقليم ولاية فالمة تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا ومتزايدا للعائلات التي فضلت قضاء عطلتها الصيفية عبر المركبات السياحية المتواجدة بمدينة حمام دباغ وقرية حمام أولاد علي الواقعة على محور الطريق الوطني رقم 80في جزئه الرابط بين فالمة وسكيكدة. وتفضل العائلات القاطنة بالولايات الداخلية للوطن التوجه إلى الحمامات المعدنية لما وجدت فيها من مناظر طبيعية خلابة ومرافق التسلية والترفيه تبعث الراحة والاستجمام التي يفتقدها المواطن الفالمي في مقر عاصمة الولاية. حيث يشهد مركب بوشهرين السياحي بقرية حمام أولاد علي بالخصوص استقطاب عدد هائل من العائلات التي تقصد هذه المنطقة المتواجدة بإقليم بلدية هيليوبوليس لموقعها الإستراتيجي حيث لا تبعد عن شواطئ عنابة سوى ب55 كلم فقط، بينما لا تبعد عن شواطيء سكيكدة سوى ب70 كلم فقط. وهو ما سمح للعائلات بتأجير غرف ومساكن لها بهذا المركب الذي هو عبارة عن قرية سياحية صغيرة، والتوجه صباحا إلى شواطيء البحر والعودة مساء للاستجمام والراحة بين أحضان الطبيعة الخلابة، ناهيك عن الخدمات الطبية التي يوفرها المركب للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة المتدفقة من باطن الأرض والتي أثبتت منفعتها الطبية في علاج أمراض العظام والمفاصل وغيرها من خدمات الترفيه الأخرى كلعب الأطفال، إلى جانب مسبحين أحدهما للصغار وآخر للبالغين. وحسب بعض المواطنين من مختلف ولايات الوطن وحتى من المهجر، والذين وجدناهم خلال زيارتنا للمركب بالمسبح، فإنهم يفضلون المركب السياحي بحمام أولاد علي نظرا لنوعية الخدمات المقدمة فيه من جهة، وكذا لانخفاض أسعاره التي هي في متناول الجميع مقارنة مع أسعار الخدمات في فنادق المدن الساحلية أو تكاليف السفر إلى تونس. ويعتبر مركب بوشهرين من بين أهم الاستثمارات التي شهدتها ولاية فالمة في المجال على الرغم من العراقيل الإدارية التي تبقى هاجسا للقائمين على تسيير المركب والذي ينوي صاحبه التوسع إضافة مرافق ترفيهية جديدة وتحويله إلى منتجع سياحي حقيقي قد يكون الأول والأفضل من نوعه على المستوى الوطني. وغير بعيد عن مركب بوشهرين يتواجد مركب سياحي ''بن طبولة'' الذي يحتوي أيضا على عدة مرافق هامة من شأنها استقطاب اهتمام الزائرين الذين وجدوا في المركبات المعدنية كل وسائل الراحة والاسترخاء ومتعة النظر للطبيعة الخضراء حتى في عز الصيف.