إلا أن أشغال ترقيعية لازالت لم تنته بها بعد والتي وقف عندها وزير الصحة السابق أكثر من مرة لإعادة الصورة الحقيقية للمصلحة التي تتوافد عليها المريضات من كل ولايات الجهة الغربية لوضع حملهن. زيارة تقودك إلى المصلحة تجعلك تقف عند الكثير من الحقائق، بعد انتشار روائح كريهة من بعض المصالح والمنبعثة من تدفق قنوات الصرف الصحي، وكثرة الطوابير أينما تمد بصرك انطلاقا من مصلحة الاستعجالات بالجناح ذاته إلى مكتب الفحص الطبي لأمراض النساء وغيرها.. نساء يقفن والانتظار يمزقهن إلى جانب آلام المرض، حيث دخلنا من الباب الخلفي بعد أعمال الترميم التي تجري على المدخل الرئيسي للمصلحة والتي دفعت بالقائمين عليها إلى غلقه، وأول ما تقع عينك عليه مصلحة الاستعجالات التي وقفنا عندها أمام طوابير من المريضات. أوضحت من جهتها طبيبة مسؤولة بمصلحة الاستعجالات أن المصلحة تشهد يوميا توافد أكثر من 50 إلى100 حالة، بعدما تم تسجيل يوميا أيضا نحو 30 حالة ولادة مختلفة، بين العادية والقيصرية، التي تجري في الطابق الثالث، حيث يشمل الطابق الثاني رواقين لإقامة المريضات فيه وكل جناح يضم أكثر من 50 مريضة، وفي كل غرفة تجد ما بين سريرين إلى 4 والبقية تنام على الأرض بعدما تم وضع فراش خفيف لهن تم جلبه من لوازم الأم المريضة، وكل غرفة تضم ما بين ثلاث إلى أربع من المريضات ينَمن على الأرض، فضلا عن اللواتي ينمن فوق السرير، ما جعل المكان يعاني من الزحمة ولا تجد المريضة أين تضع قدمها من شدة الازدحام المفروض في الغرفة، مناظر لا يمكن أن تراها إلا في الأفلام، في الوقت الذي تضم فيه ولاية وهران ستة مراكز طبية خاصة بالولادة والتي توفر قرابة 64 سريرا فقط، لا يمكنها استيعاب الكم الهائل من المريضات الوافدات من الولاية، ناهيك عن الوافدات من الولايات المجاورة. وتقيم في المصلحة أيضا إلى جانب المريضات بأمراض الولادة المريضات بالسرطان بكل أنواعه كلهن يعالجن بنفس المصلحة التي أصبحت تختنق بالمريضات أمام النقص المطروح في مراكز الولادة بالولاية، حيث تم غلق مركز الولادة "نوار فضيلة" نتيجة اهتراء البناية، ولم يتم تصليحه وصيانته رغم مرور على غلقه أكثر من سنتين والوضع لازال على حاله، والذي كان يمتص الكثير من الضغط المفروض على مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي لوهران. وما يشد الانتباه أن أغلبية مراكز الولادة الموجودة بالولاية تشهد عملية صيانة انطلقت في وقت واحد دون الشروع فيها بالتدريج، حيث تشهد أيضا عيادة الولادة لحي "بلانتير"و"ليبدروم" نفسأشغال الترميم، ما جعل هذه المصالح تخفف من عمليات الولادة في الوقت الذي تشهد فيه العيادات الخاصة توافدا أيضا كبيرا من قبل المريضات، فماذا لو تم غلقها أيضا لأعمال صيانة وترميم كما يجري في القطاع العام، الأمر الذي أصبح الصورة أو "الموضة" كما يقال عند القطاع العام وذلك لحاجة في نفس يعقوب، لأنه من غير المستحيل أن تنطلق أشغال صيانة دفعة واحدة في معظم العيادات رغم النقص المطروح.