الأمر الذي بات ينذر بوقوع كارثة صحية وعودة داء الطاعون إلى المنطقة التي أصبحت تغرق في جرذان والعديد من الحشرات السامة منها الناموس، ما جعل السكان يوميا يقومون بمحاربة الجرذان، والذين أصبحوا يتسربون داخل غرف النوم والمطابخ والتي جعلت السكان يضيقون بها ذرعا، وفي ظل هذه الوضعية المزرية سكان البنايات المجاورة للمفرغة أكدوا من جهتهم أنهم قاموا بإبلاغ سلطات الولاية والبلدية أكثر من مرة لكن لا حياة لمن تنادي، هذا إذا ما علمنا أنه يوميا يتم حرق تلك النفايات والتي زادت من تعفن الوضع أمام تسجيل الكثير من حالات الاختناق لدى العائلات خاصة من المرضى وكبار السن والأطفال• أوضحت إحدى السيدات المقيمات بالعمارة المجاورة للمفرغة "أنه عند احتراق تلك النفايات نقوم مباشرة بالاتصال بمصالح الحماية المدنية لإخماد النيران التي تنبعث منها روائح كريهة لا تطاق ويتصاعد منها دخان كثيف يعكر الجو"، وقد تسبب الوضع في ظهور العديد من الأمراض لدى السكان منها الطفح الجلدي والربو وكذا تسجيل بعض حالات السل، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر في غياب المسؤولين والمنتخبين ومسيري الولاية الذين تركوا الحبل على الغالب همهم الوحيد في ذلك الحفاظ على مناصبهم دون مراعاة الجانب البيئي والجمالي للمدينة والتي أصبحت تغرق يوميا حسب مصالح النظافة للبلدية مابين ألف و1200 طن من النفايات بعدما تم تسجيل 360 نقطة سوداء ومفرغة فوضوية لبلدية وهران، ناهيك عن باقي 25 بلدية أخرى التي تعاني الأمرين على كل المستويات، قالت العديد من العائلات القاطنة بشارع مستغانم إنه رغم الوضعية الكارثية التي تعيشها لم يحرك أي أحد ساكنا من جهة المسؤولين رغم تعاقب على الولاية أكثر من والي ورئيس بلدية، فإن الوضعية باقية على حالها منذ أكثر من 28 سنة• وما زاد الطين بلة أن العيادة الطبية المتعددة الخدمات بالحي أصبحت لا تخلو من الحالات الوبائية والمرضية بعدما أصبح عدد المرضى يتضاعف من يوم لآخر، وبالمقابل يتم تحويل الكثير منهم إلى المستشفى لإجراء التحاليل للكشف عن حقيقة المرض في الوقت الذي تجري فيه بعض المشاريع الترقيعية لإظهار الملامح الجمالية للمدينة، إلا أن المتجول في شوارعها الرئيسة يقف يوميا عند الكثير من النقاط السوداء بعد الانتشار الواسع للخيام جراء انهيار المباني القديمة وسط المدينة خاصة بشارع كافينياك الذي تحول إلى ملجأ للعائلات المنكوبة التي تصدعت مبانيها جراء الزلزال الأخير الذي ضرب الولاية ورغم النداءات المتواصلة للحركات الجمعوية المهتمة بالبيئة لتنظيف شارع مستغانم من الأوساخ المتراكمة بقاعة سينما "موناكو" منذ أكثر من 28 سنة، إلا أن الوضعية باقية وتزداد سوءا من يوم لآخر، في الوقت الذي تمت محاكمة الأيام الفارطة بمحكمة الجنح لمجلس قضاء وهران 14 إطارا من مصلحة النظافة للبلدية بتهمة تقاضي مرتباتهم دون تأدية واجباتهم العملي• فيما يبقى المواطنون يدفعون الثمن على حساب صحتهم وراحتهم في ظل حالة الفوضى وغياب المسؤولين عن الولاية الذين لا يهمهم سوى الهروب إلى الأمام دون التكفل بانشغالات المواطنين وتحقيق التنمية الشاملة للولاية، هذا إذا ما علمنا أن العديد من المنجزات الحيوية والمشاريع الضخة لازالت عالقة وجامدة، ولم تر النور منها المحلات التجارية المهنية التي أقرها رئيس الجمهورية في برنامجه لفائدة شباب البلديات والتي لازالت حبيسة أدراج مسؤولي بلديات وهران خاصة بالبلدية الأم•