تعرف أرصفة أروقة سكيكدة الممتدة على طول الشارع الرئيسي ديدوش مراد، والمعروفة عند السكيكديين بشارع الأقواس وضعا جد متدهور بسبب الوجه المزري للغاية الذي يميّز هذه الأخيرة بفعل الأوساخ الكثيرة المتراكمة عليها وعلى أطرافها وحتى على أعمدة الأروقة، وعلى الستائر التي تم تركيبها على طول هذه الأروقة، والتي أضحت بالوضع الذي هي عليه تخدش بحق وجه المدينة التي بدأت تفقد تاج جمالها على الرغم من أن تلك الأروقة خضعت خلال السنتين الأخيرتين لعملية إعادة تهيئة هي الأخرى لم ترق إلى المستوى المطلوب، وما زاد الطين بلة غياب عملية التنظيف سواء من قبل الباعة من أصحاب المحلات أو من قبل مصالح البلدية التي تبقى أصابع الاتهام موجهة إليها. بعض التجار ممن آلمهم الوضع شرعوا في عملية تنظيف أجزاء من المساحة المحاذية لمحلاتهم، إلا أنهم يرون ذلك غير كاف على الإطلاق، إذ أن تدخل البلدية حسبهم لتنظيف ما يمكن تنظيفه بالاعتماد على وسائل التنظيف الحديثة يبقى واجبا. نفس المظهر المشين تشهده ساحة الحرية المحاذية للنزل البلدي، والذي تعد وجه سكيكدة لاسيما وأنها الممر الرئيسي للسياح والزوار، فالأوساخ تبقى السمة الأساسية التي تميز هذه الساحة التي حلت بدل البلاط الرخامي ذي الجودة العالية الأوساخ التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وما زاد في بؤس الساحة انعدام المقاعد، وما وجد منها تعرض للتخريب بشكل غريب. نفس الملاحظة وقفنا عندها على مستوى أرصفة شارع زيروت يوسف من الجانبين بالخصوص بمحاذاة المديرية الولائية للجمارك ومرورا بالمصلحة التجارية لشركة سونلغاز. أما على مستوى الأحياء السكنية فما يزال سكانها يعانون من الغبار والأوساخ والروائح الكريهة بفعل تدفق المياه القذرة كما هو الحال بحي مرج الذيب وممرات 20 أوت 55 وحي لاسيا وعلى مستوى الهواء الطلق، وفي انتظار تجسيد مشروع التحسين الحضاري الذي يبقى حسب مسؤول من البلدية رهين الدراسة التي يقوم بها الديوان الوطني للتطهير، فإن سكان هذه الأحياء يبقى حلمهم الوحيد هو أن يتجسد مشروع التحسين الحضاري على أرض الواقع، مؤكدين على ضرورة أن يتفضل كبار مسؤولي سكيكدة لزيارة الأحياء والوقوف عن كثب على مدى المعاناة الحقيقية للمواطنين. هذا ويطالب سكان العمارات المحاذية للوادي الذي يعبر أجزاء من مدينة سكيكدة بالخصوص حي 20 أوت 55 والممرات من الجهات المسؤولة على مستوى البلدية بالتدخل العاجل لتنقية وتطهير الوادي من الأوساخ والروائح الكريهة الناجمة عن المياه الراكدة التي أصبحت مرتعا للجرذان والحشرات الضارة والناموس. وقد أشار وزير السكن خلال آخر زيارة له للولاية عن تخصيص ما قيمته 485 مليار سنتيم لإعادة هيكلة التحسين الحضاري ومنها إعطاء الوجه الحقيقي لكل التجمعات السكانية، مضيفا أن كل الدراسات المنجزة قد انتهت.