قررت دار النشر الأمريكية "راندوم هاوس" عدم طرح كتاب "جوهرة المدينة" للصحفية شيري جونز في الأسواق، خوفا مما وصفته الدار بردود غاضبة من جانب المسلمين ووفقا لصحيفة "الراية" القطرية يحكي الكتاب قصة السيدة عائشة رضي الله عنها، وقالت الكاتبة إنها بدأت تأليفه في العام 2002 حتى أنها تعلمت اللغة العربية من أجل ذلك خصيصا، موضحة أنها تحقق في كتابها قصة السيدة عائشة زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتوصلت في النهاية الي نتيجة حتمية مفادها أن عائشة كانت سيدة شجاعة عندما اشترت دار راندوم هاوس هذا الكتاب في السنة الماضية، ودفعت للمؤلفة 50 ألف جنيه إسترليني كمقدم للتعاقد، خططت للترويج له في جميع أنحاء العالم علي انه قصة حب وغيرة في بيت النبي، ولكن الدار قررت إلغاء طباعة الكتاب خشية أن يتحول الي نظير لكتاب آيات شيطانية الذي ألفه سلمان رشدي وحظي بإهدار دمه بعد ضجة عالمية. وقال توماس باري، مسئول النشر في دار راندوم هاوس "يزعجنا كثيرا أننا لا نستطيع إصدار هذا الكتاب الآن"، موضحا أنه بعد طباعة عدد من النسخ الترويجية للكتاب الذي يقع في 432 صفحة تلقت الدار من مصادر موثوق بها وسرية، نصائح وتحذيرات من أن الكتاب قد يسيء الي الجالية المسلمة، وربما يثير أعمال عنف من جانب مجموعات راديكالية. وبعد مشاورات مع خبراء الشؤون الإسلامية، قررت الدار تأجيل إصدار الكتاب الي موعد آخر، حفاظا على سلامة المؤلفة وموظفي دار راندوم هاوس وباعة الكتب في كل مكان وسلامة كل من له صلة بطباعة الكتاب أو توزيعه وبيعه. بينما أشارت إسراء نعماني، مراسلة جريدة"الوول ستريت جورنال" الي أنها كمسلمة وكاتبة تؤمن بأن كتاب شيري جونز يعيد إحياء التاريخ الاسلامي بصورة إنسانية راقية، حتى جونز نفسها قالت إنها أرادت التعبير عن احترامها وتقديرها للسيدة عائشة رضي الله عنها، ولكل زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر إعادة توصيل أصواتهن للعالم من جديد. فهؤلاء النسوة كن رائعات ولعبن دورا مهما في تشكيل الإسلام ووضع قواعده، فيما يميل المؤرخون إلى تجاهله . وكانت الدار قد أرسلت بنسخة من الكتاب الي البروفيسور دينيس سبيلبرج، أستاذة التاريخ والدراسات الشرق أوسطية في جامعة تكساس الامريكية، لمراجعة الكتاب قبل طباعته. ودفعت لها الدار 100 ألف دولار نظير ذلك. فاعترضت على الكتاب بقوة، ووصفته بأنه إباحية ناعمة في جوهره، وقالت إن الكتاب يمثل إعلان الحرب على المسلمين، ومادة متفجرة وقضية أمن قومي . ووصفت جونز رأي سبيلبرج بأنه تقدير امرأة مسلمة رجعية . لكن سبيلبرج ردت على ذلك بمقال في صحيفة "وول ستريت جورنال " قالت فيه إنها كأكاديمية وخبيرة في حياة السيدة عائشة ما أن طالعت الكتاب حتى اعترضت على الادعاء بأنه بحث علمي . وأوضحت أنها رصدت عددا من المعلومات الوهمية المضللة عن حياة امرأة حقيقية جدا. وأكدت سبيلبرج أن هناك تاريخا طويلا من الجدل المعادي بحق الإسلام، الذي تضمن استخدام الجنس والعنف للهجوم علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وعقيدته. وقالت إن الكتاب عبارة عن رواية شربت من نفس المعين الذي شرب منها سابقيها من الكتابات المسيحية في العصور الوسطي .