قال ناشر صربي أن رواية مثيرة للجدل بشأن حياة النبي محمد ستعود إلى المكتبات الصربية هذا الأسبوع بعد شهر من إقدام ناشرها على سحبها بسبب الشكاوى من الطائفة المسلمة. وقال الكسندر ياسيتش مدير دار بيوبوك الصربية للنشر لوكالة رويترز للأنباء" سيفرج عن "جوهرة المدينة" من جديد اليوم وستكون لدى الباعة في المكتبات نهار اليوم، لا نعتقد أنه يشكل إهانة لأي جهة". وأضاف قائلا "إنه إلى جانب ذلك فإن الكتاب سيطرح في أكتوبر في مختلف أنحاء العالم، من بريطانيا وألمانيا إلى البرازيل والولايات المتحدة." واشترت دار بيوفورت بوكس الرواية وأعلنت عن طرحها في أكتوبر، وأعرب بيان من الحكومة الصربية عن الأسف العميق لأن نشر كتاب "جوهرة المدينة" لأغراض الربح التجاري تجاهل وأذى مشاعر أفراد الجالية المسلمة. وتقول الحكومة إن النشر يأتي في وقت"معقد وحساس على مستوى العالم"، ونشرت الترجمة الصربية للرواية وهي لكاتبة أمريكية تدعى شيري جونز ونشرت في أول أوت. وقال المسلمون أن محتوى الكتاب ولا سيما التفاصيل التي تصف العلاقة بين النبي محمد وزوجته عائشة تثير مشاعرهم. وكان قد تم سحب نحو ألف نسخة من المكتبات في وقت سابق إثر ضغوط من قادة المنظمات الإسلامية في صربيا. وكان قرار سحب الكتاب قد جاء بعدما قارن معمر زوكورليتش أحد قادة الجالية الإسلامية في صربيا بين الكتاب والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرت في الدانمارك عام 2006 وأثارت غضبا واحتجاجات من المسلمين حول العالم. كانت صربيا الدولة الوحيدة التي سمحت بنشر الكتاب بعد أن تراجعت دار النشر الأمريكية "راندوم هاوس" عن نشره إثر تحذير أكاديمي من أنه قد يثير غضب المسلمين لما يحتويه من تفاصيل عن حياة السيدة عائشة منذ خطوبتها للنبي محمد حتى وفاته، وتقول مؤلفة الكتاب وعنوانه "جوهرة المدينة" أن الهدف منه هو تكريم زوجات النبي وإبراز دورهن في الإسلام. وقالت جونز أنها "تعمدت كتابة قصتها باحترام تجاه الإسلام والنبي محمد، وأنها كانت ترى في كتابها وسيلة لبناء الجسور، لا العكس". أما دار "راندوم هاوس" للنشر فذكرت في بيان لها أن الشركة تلقت نصحا بأن الكتاب قد يؤذي مشاعر بعض المسلمين، "بل إنه قد يؤدي إلى نشوب أعمال عنف على يد قلة متشددة". وأكد مسؤول بالشركة أنه بعد تدارس الموضوع، تقرر إلغاء نشر الكتاب حفاظا على أمن وسلامة الكاتبة والموظفين بدار النشر وباعة الكتب وكل من قد تكون له علاقة بتوزيع الكتاب. يذكر أن الكاتبة انتهت من كتابة جزء ثان يروي بقية حياة السيدة عائشة. وقد أثار قرار "راندوم هاوس" الجدل في الأوساط الأكاديمية وبين المدونين، حيث ذكّر بعضهم بما سبق من قضايا أثيرت بسبب تطرق كاتب أو فنان لمقدسات الدين الإسلامي.