في فعالية فنية فريدة عرض 28 فنانا تشكيليا بوسنيا نحو أربعين لوحة فنية تناولت في مضامينها الحقب التاريخية التي مرت بها مدينة سراييفو على مر الأزمان، كما عكست عشق هؤلاء الفنانين لمدينتهم الحالمة وولاءهم لها، وجاءت تسمية المعرض "سراييفو في أعمال فنانيها" ترجمة لهذا التوجه. وتصدرت حرب البلقان التي تعرضت فيها المدينة لاعتداءات صارخة غالبية اللوحات المعروضة التي عارض فيها أصحابها لغة العنف والقتل والتدمير، كما برزت في معظم الأعمال مفردات الهوية الإسلامية والبيئة البوسنية. ولم تخل لوحات الفنانين من السرد التاريخي لفن المعمار الذي مرت به سراييفو في تاريخها الطويل، وصمم أحد الفنانين لوحة فنية جسد من خلالها البيوت القديمة التي كانت تشتهر بها المدينة، ولفتت اللوحة أنظار زوار المعرض للجمال الأخاذ الذي أبرزته في ثناياها، كما حاولت بعض الأعمال ربط الخيال بالواقع، كما هو الحال في لوحة "مكتبة سراييفو"، وهي عبارة عن تسعة عشر كتابا تعامل معها صاحب العمل بطريقته الخاصة لتلخيص تاريخ العالم واستخدم أسفارا قديمة شكلا ومضمونا. وإلى جانب الفن التشكيلي شمل المعرض أعمالا فنية أخرى لنماذج ومجسمات لخمسة من الفنانين، تعرض بعضها لتاريخ الحرف وتطورها كما هو الحال في كيفية صناعة الطربوش في فترة العثمانيين والاحتلال النمساوي وفي العصر الحديث والإبريق القديم وحاول مصمم أحد النماذج إيصال رسالة تعارض الحروب.