يعاني سكان أحياء المدنية العتيقة من مشاكل سكنية واجتماعية جمة زادت من معاناتهم في ظل صمت السلطات المحلية تجاه الوضع الكارثي نظرا للانفجار السكاني الرهيب الذي شهدته هذه الأحياء منذ الاستقلال، خاصة بعد تفرع العائلات ومكوثها بنفس الأحياء التي أصبحت تحترف وتتحايل على ضيق الغرف وسوء المعيشة بتوسعات قصديرية من أجل الحصول على شقة أو حتى غرف. يتمركز الاكتظاظ السكاني بالمدنية في ثلاث أحياء سكنية على رأسها "ديار المحصول" و" ديار الكاف" و" ديار الشمس" التي تستقطب أكبر كثافة سكانية، حيث بلغ عدد السكان في أواخر التسعينيات 55.000 ساكن منهم 13.000 مواطن في حي ديار الشمس لوحدها و5000 ساكن في" ديار المحصول"، بغض النظر عن الكثافة السكانية للأحياء المجاورة التي باتت تشكل هاجسا حقيقيا لسكان الأحياء والمصالح البلدية التي وقفت عاجزة عن استدراك الأزمة السكنية. مشاكل هذه الأحياء في تفاقم مستمر منذ سنوات طويلة بعد تزايد عدد السكان وعدم تطبيق مشاريع سكنية لفائدة سكان حي المدنية بأحيائها المتشعبة، ورغم ذلك لم تجد هذه الأحياء التفاتة فعلية من السلطات التي بقيت عاجزة أمام الوضع سنين طويلة، بل وعدت بالتكفل بمسألة الإسكان الفوري لكن دون جدوى. وللإشارة فإن الحجم الكلي للغرف لا يتعدى الغرفة الواحدة أو الغرفتين بمرافقها الضرورية والأمرّ من هذا أن المنازل تفتقر للدهاليز كبقية المساكن، وعلى غرار ذلك فإن أغلب الشرفات تحولت إلى غرف للنوم وكذا مداخل العمارات التي تتحول إلى غرف ليلية، وبعدها التنقل إلى المنزل في النهار مما سبب إزعاجا كبيرا لدى السكان بغض النظر عن عدد العمارات التي وصلت لأزيد من 10 عمارات بعضها تطل على الحي القديم "صالامبي" والبعض الآخر على "بئر مراد رايس" ومنها تطل على "ديار السعادة" التي تقترب من المرادية. وعلى الرغم من الوعود المعسولة -على حد تعبير السكان- ل "الفجر" فإنها لم تتحقق منذ سنين طويلة من قبل السلطات المحلية بشأن وضح حل جدي للسكنات التي أصبحت لا تليق بالآدميين إلا أنها لم تر النور ليومنا هذا، مما جعل السكان ينتهجون أساليب فوضوية أخرى في سبيل الحصول على سكنات اجتماعية عن طريق بناء سكنات قصديرية في عدة مناطق مجاورة كانت أشهرها على مستوى "هضبة العناصر " والتي لم يتبق للسلطات البلدية سوى إسكانهم في سكنات كانت جد بعيدة عن مرادهم، ولطالما قدموا طلبات عديدة بشأن إعادة إسكانهم ولطالما انتظروها بفارغ الصبر، لكن دون جدوى وفي هذا الإطار يجدد جل السكان طلباتهم القاضية بخلق مشاريع سكنية جديدة لفائدة سكان المدنية.