تشهد منطقة درقانة ببرج الكيفان بالعاصمة، تزايدا مطردا في الأحياء القصديرية في السنوات الأخيرة التي أصبحت تشكل عائقا في وجه التجمعات السكانية الأخرى، بسبب ما تعرفه هذه الأحياء القصديرية من أوضاع كارثية في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية للحياة، وأمام أعين السلطات المحلية التي لم تستطع القضاء على هذه الأحياء رغم وجود القوانين التي تمنع انتشار البناءات غير الشرعية. تشكو منطقة درقانة المعروفة بالكثافة السكانية العالية (أكثر من 50 ألف نسمة)، انتشارا للأحياء القصديرية وتزايدا قياسيا في عدد البيوت منذ النصف الثاني من التسعينات من القرن الماضي بسبب الأوضاع الأمنية المتدنية التي عرفتها المناطق الريفية، مما دفع بآلاف السكان إلى النزوح نحو المدن خوفا من بطش الجماعات الإرهابية أو من الظروف المعيشية الصعبة التي كانوا يواجهونها، وبلغ عدد البيوت القصديرية أكثر من 3000 بيت يقطنها قرابة 4000 نسمة، موزعة على منطقتين الأولى وراء ملحقة الفرع البلدي لدرقانة، والثانية أمام التجمع السكاني بالحي الدبلوماسي، هذه الأحياء باتت تشكل خطرا على أمن وسلامة السكان، وفي هذا السياق اشتكى لنا العديد من المواطنين، من بعض التصرفات التي يواجهونها والتي أصبحت تشكل لديهم هاجسا يوميا، كالاعتداءات والسرقة من طرف بعض الشباب المنحرفين، الذين اتخذوا من هذه البيوت مأوى لهم، ناهيك عن انتشار الظواهر اللاأخلاقية بسبب تحولها إلى أوكار للدعارة وتعاطي المخدرات خاصة في الليل، وعند دخولنا إلى هذه الأحياء لتفقد الاحوال المعيشية لأهلها عبر لنا السكان عن تذمرهم إزاء المشاكل التي يواجهونها يوميا، بسبب غياب أدنى الشروط الضرورية للحياة، حيث لا وجود للكهرباء وشبكات المياه الصالحة للشرب مع انتشار الفضلات في كل مكان، الأمر الذي تسبب في العديد من الامراض الجلدية والتنفسية خاصة عند الاطفال، لذا لجأت العائلات إلى التزود بالكهرباء بطرق عشوائية وغير شرعية من التجمعات السكانية المجاورة، بينما يتم تحصيل الماء عن طريق شراء صهاريج المياه والتي لا تكون عادة في متناول الجميع حسب ما أكده لنا السكان، وللإشارة فإن هذه الأحياء شهدت في شهر جويلية من العام الماضي مناوشات كبيرة بين قوات الشرطة والسكان، بسبب مطالبتهم بتوصيل بيوتهم بعدادت كهربائية وهو الشيء الذي لم يتم إلى حد الآن. من جهتنا قمنا بالاتصال برئيس البلدية ''فريد سبع'' لمعرفة الإجراءات التي ستتخذها البلدية للقضاء على هذه الاحياء، حيث أكد لنا أن معظم هذه الاحياء موجودة فوق الارضية المخصصة لتوسعة المركز الجامعي البيوطبي بالمنطقة، وسيتم القضاء عليها نهائيا، في إطار القضاء على السكن الهش، وسيستفيد سكان هذه الأحياء من مشروع إنجاز وحدات سكنية جديدة بالمنطقة.