عبر، أمس، رئيس الرابطة الوطنية للحقوق الإنسانية الجزائرية، السيد حسين زهوان، في تصريح خص به "الفجر" عن استيائه واستنكاره الشديدين من العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا المدنيين الأبرياء في مدينة يسر وولاية البويرة، وأضاف قائلا: "كفانا من التنديد، نريد فجرا جديدا للجزائر للتخلص من هذه المتاهات التي طالت منذ أزيد من 18 سنة، ونحن كثوار عملنا على استقلال الجزائر بالأمس وبنائها اليوم أصبحنا نستحي من التنديد بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تحصد أرواح الجزائريين خاصة أمام الأجيال القادمة التي تحملنا تبعات هذه المتاهات التي تعصف بالشباب الجزائري"، مبديا أسفه من عدم تمكن الجزائر من الخروج من هذه الأزمة التي طالت لعشرات من السنين.وفي رده على سؤال حول مبادرات الرابطة لوقف حمام الدماء التي أصبحت تميز يوميات الجزائريين، أكد حسين زهوان أن هناك مبادرة للنخبة الجزائرية لإيقاظ الضمير العام للمواطنين وزعزعته للتجمع من أجل إنقاذ الجزائر، وفي نفس السياق التفكير في مشروع البناء الدستوري الجديد، ومن المنتظر أن تنطلق هذه المبادرة في الأيام القادمة. أما عن الطبقة السياسية فدورها يكاد يكون منعدما في مجال الحس المدني. وبنبرة جد حزينة ومستغربة، عبر حسين زهوان عن تعجبه الشديد من المستنقع الذي تعيشه الجزائر، خاصة في ظل هذا التصعيد الإرهابي والأعمال الوحشية، هذا الأمر الذي يخالف الدين والعقل، كما أبدى أسفه بالشعور بالكارثة تجاه الشباب الذين لجأوا إلى العمليات الانتحارية في عرض البحر أو تفجير أنفسهم وسط المدنيين والعزل باسم الدين. وحمل المسؤولية الكاملة للتصعيد الإرهابي الخطير للمصالح الأمنية التي وصفها بغير القادرة على التحكم بالوضع، مضيفا أنه من الجانب الاستراتيجي يوجد خلل، متعجبا من دولة تملك أكثر من 200 مليار دولار في خزينتها لا تستطيع التحكم في الحالة الأمنية وهذه الظاهرة. وفي نفس السياق، أكد أنه متعجب من تدهور الوضع بمنطقة بومرداس التي يعرفها جيدا بحكم عمله الثوري بها، داعيا إلى تجنيد كل الوسائل والإمكانيات المادية والبشرية للقضاء على فلول الإرهاب، وانتقد بشدة تصريحات المسؤولين القاضية بتحسن الوضع الأمني "في حين نتفاجأ بالتصعيد الإرهابي الخطير بمثل هذه الوحشية".