وببهو دارالثقافة تم عرض العديد من المعارض التي تبرز القيمة التاريخية والتراثية لمنطقة تيزي وزو، حيث تم تقديم العديد من الأواني الفخارية القديمة التي كانت تعتمدها العائلة قديما على غرار "أبوقال، أزقان، ترايوزي، تاقرزي، أطفار، وغيرها"، كما تم عرض نماذج من إنتاج أنامل المرأة في الألبسة التقليدية المعروفة سيما "الجبة القبائلية" المحروجة، في حين عرض الحرفي المتألق "أمغار فريد" نماذج رائعة عن صناعة السلال التي توارثتها العائلة أبا عن جد، وكذا معرض للأطباق التقليدية المشهورة بالمنطقة، فيما قدمت المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بعزازفة لوحات تشكيلية لعديد من الفنانين، والعلماء العالميين المعروفين. في حين تعرف الزوار سيما القادمين من مختلف الولايات للاصطياف على تاريخ منطقة تيزي وزو من خلال معرض للكتب للجمعية الثقافية "إبغ"، حيث تفيد معظم الكتب بأن تسمية تيزي وزو تعود للفرنسي "كول دي جيني" نسبة لوجود شجيرات شوكية ذات ورود صفراء منتشرة بكثرة في هذه المنطقة، وتعني "تيزي " "فج" ، و"أوزو" تعني شجرة شوكية تسمى "وزال" .. معروفة بجبل جرجرة الشامخ تعلوه قمة "لالا خديجة" ويبلغ ارتفاعها 2308 متر. وتحظى "لالا خديجة" بتقدير واحترام لدى السكان حيث تفيد الأسطورة بأنها كانت امرأة مقدسة وزاهدة. واحتضمت مديرية الثقافة معرضا للصور الفوتوغرافية تبين الحقب التاريخية التي مرت بها تيزي وزو سيما وأن تواجد الإنسان في المنطقة يعود إلى فترة ما قبل التاريخ بدليل وجود بقايا أثرية عثر عليها في مناطق مختلفة كتيفزيرت، أزفون، عزازفة، وذراع الميزان، ثم الفترة الفينيقية في القرن الخامس قبل الميلاد والرومان في القرن الرابع بعد الميلاد، والبزنطينيون في القرن السادس بعد الميلاد والأتراك في القرن السادس عشر، حيث شهدت تأسيس مملكة "كوكو" في سنة 1510 على يد عائلة "أث لقادي" وكذا الاحتلال الفرنسي في القرن التاسع عش. ورغم كل هذه الحضارات المتعاقبة إلا أن المنطقة تمكنت من المحافظة على خصوصيتها وأصالتها التي تبينت في القرى التقليدية كأث القايد، أث كوفي، تاكسب... إلخ، إلى جانب مختلف النشاطات الحرفية التي لازال يمارسها أهل المنطقة إلى يومنا هذا كصناعة الفخار، النسيج، الحلي، والسلاسل واللباس التقليدي، والنحت وغيرها. أما التراث الثقافي غير المادي وهو نتاج التظاهرات الاجتماعية والتي تناقلت عبر الأجيال تتمثل في العادات المحلية والطقوس الموروثة التي مازالت المنطقة تتشبث بها رغم تعاقب الحضارات والاحتلالات ومن بين التقاليد "آنزاز يناير، تاماغرا أن تافوست تيمشرات".. إلخ هذا وتنشط الفنانة المتألقة ماسة بوشافة والفنان براهيم مدني إضافة إلى الروبيان والطاوس عدة سهرات فنية قبائلية خلال هذا الأسبوع بدار الثقافة، حيث سيكون التزاوج بين تراث أبناء يمامزغيطان، وأحفاد لالا خديجة وفاطمة نسومر.