من مضحكات الأحزاب السياسية في الجزائر أنها تمارس النضال بواسطة الصحافة، بحيث يقوم المناضلون في هذه الأحزاب بإنجاز الحركات التصحيحية والتمردية وحتى الحركات الإفسادية عبر أعمدة الصحف وبواسطة الصحف وحدها ! حتى باتت قاعات التحرير في الصحف أهم من مقرات الأحزاب من حيث ما يتدفق من معلومات تخص حركة النضال في هذه الأحزاب والمواقف المتعلقة بالقضايا المطروحة.. ! في السنوات الأخيرة خطت الأحزاب السياسية خطوات أخرى نحو رداءة الأداء السياسي فأصبحت تنظم ما يسمى بالجامعات الصيفية، تحضرها القيادات لتخطب على بعضها البعض خارج إطار العلاقة بالمناضلين ..! والأطرف من هذا كله أن بعض الأحزاب أصبحت تعمد إلى استيراد محاضرين في الجامعة الصيفية للأحزاب من خارج الوطن ! وهذا يعني أن هذه الأحزاب أصبحت لا علاقة لها بالوطن على الصعيد التنظيمي ! فهل يجوز أن يحاضر محاضر عن النضال السياسي في الجزائر بما يشبه الحزب السياسي الذي ينشط في مصر أو أي بلد آخر ؟! .. بل والكوميكي في هذا الأمر أن الدول الأخرى أصبحت تعترض على ما تطلبه الأحزاب الجزائرية من شخصيات لجامعتها الصيفية .. وأن أحزاب الحكم الجزائرية تستخدم حتى وزارة الخارجية الجزائرية للضغط على الدول الأخرى للسماح لمواطنيها بممارسة النضال السياسي خارج حدودها ..؟! أي بؤس سياسي بلغته الجزائر وأحزاب الجزائر؟! نعم، قد تكون الجامعات الجزائرية قد تحولت بالفعل إلى شبه روضة للكبار وليس جامعة للعلم والتكوين .. ولذلك تحولت إلى تكوين السياسيين في مجالات النضال ! والأكيد أن ما فشلت فيه الجامعة الحقيقية لا يمكن أن تنجح فيه جامعة الصيف بإحداث إضافة نضالية للأحزاب عبر الجامعات الصيفية ! لهذا لا نستغرب عندما نسمع بأن إرهاب الجزائر لا يشبه أي إرهاب في العالم، لأن ممارسة السياسة من طرف الأحزاب السياسية لا يشبه أية ممارسة للأحزاب في العالم .. فالنضال في الأحزاب عندنا يشبه الوظيفة في الدولة ! ومشاكل الأحزاب النضالية تشبه مشاكل التسيير الإداري ! ما يحزن له أن الأحزاب السياسية تعقد جامعاتها الصيفية ليس على وقع الأحداث الخطيرة التي تهز البلاد، بل تعقد فقط على وقع المشاكل الداخلية بين الأحزاب.. ! وهذا مستوى آخر من الرداءة السياسية انتقلت إليه الأحزاب..!