كما أشار مؤلف الكتاب إلى تجربته الشخصية مع تلاميذه الذين كان يوجههم ويساعدهم في اختيار المسرحيات وأدائها، وهو ما أدى حسبه إلى تغير سلوك الأطفال إلى الأحسن، كما تطرق إلى أهم الصعوبات التي واجهها في عمله هذا والمتمثل في قلة النصوص المسرحية الموجهة للأطفال، وهو ما دفعه - حسب ما ورد في مقدمته - إلى وضع هذا الكتاب الذي قام بجمع مادته من التراث أو أعمال قام بها زملاؤه. ويتضمن الكتاب عرضا ملخصا لأهمية المسرح المدرسي في تكوين الشخصية السوية بأبعادها المختلفة، ففي المسرح حسب المؤلف يمكن للتلميذ تلقي مبادئ العلوم والفنون بشكل سلس، كما يتعلمون المبادئ التي يجب أن يشبوا عليها مثل حب الوطن وحب الخير والعدل. وأهدافه التي حددها المؤلف في 27 عنصرا منها تنمية حاسة الذوق الفني لدى التلاميذ، تدريبهم على مواجهة الجمهور وعلى مهارة الإقناع، تدريب التلاميذ على تأليف القصص والمسرحيات وتحبيب التلاميذ في اللغة العربية وتدريبهم على استعمالها. وكذا شروط المسرحية وعناصر الإخراج المسرحي التي تم تحديدها في الديكور المسرحي، الإضاءة، الماكياج، الملابس، الإكسسوار والتكوين للوصول إلى عالم فني مسرحي متكامل وتقديم مسرحية في شكلها الصحيح. كما قام المؤلف في آخر القسم الأول بإعطاء أهم القواعد لوضع مسرحية بالتعرض إلى عملية الحركة على خشبة المسرح وكيفية اختيار أعضاء المسرحية وتدريبهم على العمل المسرحي. كما يشتمل الكتاب في قسمه الثاني على عشر مسرحيات تتناول مواضيع ذات أبعاد دينية وتربوية هادفة يمكن تمثيلها في المسرح أو المدرسة أو البيت أو الروضة مرفقة برسومات معبرة وتقديم الهدف من المسرحية وشخصياتها. وتتمثل هذه المسرحيات في: الصلاة لوقتها، أهلا رمضان، علمني الوضوء، عقاب الكذاب، الفلاح الأمين، الراعي والذئب، الكلمة الطيبة، القاضي جحا، رياضي جدا والأوهام. مع ملاحظة أن عبد الله بوترفاس أدخل عليها بعض التعديلات وذلك بتغييره بعض الكلمات التي تعتبر صعبة الفهم عندنا على اعتبار أن المسرحيات في الأصل موجهة للأطفال المصريين، إضافة إلى قيام المؤلف في نهاية كل مسرحية بطرح جملة من الأسئلة حول موضوعها. من بين المسرحيات المقدمة نجد مسرحية الكلمة الطيبة التي كان الهدف منها تعريف التلاميذ بفوائد الكلمة الطيبة وخطورة الكلمة الخبيثة وقد أدى هذه المسرحية أربع شخصيات هم بلال، رياض، وليد وخالد وتدور أحداثها حول ثلاثة أصدقاء نشب خلاف بينهم بسبب سوء تصرفاتهم وعدم إدراكهم أهمية التعامل بالكلمة الطيبة لتوطيد العلاقة بينهم واستخدامهم منطق القوة، وهو ما دفع الصديق الرابع للتدخل وفك النزاع بينهم وذلك بتبيان الخطأ الذي ارتكبه كل واحد منهم.