بينت مجموعة الشاعرة اللبنانية نادين سلامة "ما بين الحب والحب" أن اختصاص هذه الشاعرة هو الحب. ولا تقتصر مسألة الحب على عنوان المجموعة - وهي مجموعتها الشعرية الثالثة - المؤلفة من أكثر من 280 صفحة متوسطة الحجم، الصادرة عن دار الفارابي اللبنانية بلوحة غلاف للفنان اللبناني فارس غصوب، بل تتعدى ذلك لتؤكد طغيان هذا الاختصاص على قصائد المجموعة التي بلغت 96 نصا ومعظمها مطولات. ومع أن متلقي نصوص نادين لا يجد لونا واحدا فحسب حيث إن عالم الشاعرة ذو ألوان متعددة، فإن لون الحب يطغى على جميع الألوان لديها. ذلك أن الخطاب الشعري لنادين يعكس نسيجا متعدد الخيوط والأصوات والألوان والاتجاهات الفكرية والفلسفية والأسماء الشعرية الكبيرة في جوقة فنية وفي أناشيد للحب. كما أن في المجموعة نفسا دينيا ذا اتجاه صوفي دائم الحضور ومترافقا مع رغبة بشرية جسدية ترفع الجسد إلى أعلى، كمركبة تسحب المشاهد إلى آفاق الروح العالية، تماما كشعر جبران خليل جبران ونزار قباني في بعض قصائده. وفي قاموس نادين الشعري يكون الحب في الطليعة؛ مع حضور كلمات أخرى عديدة تتكرر باستمرار كالأنوثة والعشق هذا فضلا عن معجم يحفل بالقاموس الديني. ومن بين نصوص المجموعة الشعرية قصيدة "يا نفسي" التي تصور انقسام الذات في صراعها بين حالين كأنهما شخصان خرجا من واحد حيث تقول نادين: "يا نفسي تغلبي على نفسي ثوري يا نفسي في داخلي ارحميني قليلا وصيري جزءا مني لأرتاح وأستوعب رحيلك الدائم عني وسفرك الدائم" ونجد هذا الانقسام الثنائي في قصيدة "مبروك عليك جسدي" وفي "أستاذة في العشق"، وفي قصيدة "رجولة مميزة".. حضور لعالم نزار قباني الشعري. يذكر أن نادين سلامة شاعرة لبنانية، كتبت الشعر بالعربية والفرنسية ومتحصلة على شهادة في الحقوق وتعمل ناشطة في مجال حقوق الإنسان. وتبدو نادين في مجموعتها الثالثة هذه مسكونة بالمحبة الشاعرية .