عن الدار العربية للعلوم ناشرون ومنشورات الاختلاف، صدرت المجموعة الشعرية الجديدة ''سعال ملائكة متعبين'' للشاعر والتشكيلي الجزائري خالد بن صالح، والتي تضمّنت ثمانية عشر نصا شعريا عكست قدرة الشاعر على ابتكار عوالم شعرية جديدة، وظّفت المفردة توظيفيا جديدا مختلفا لصياغة أجواء شعرية مبتكرة تتداخل الفنون في صياغتها. تتجلى موهبة الشاعر التشكيلية في صياغة شعرية تستوقف القارئ ليعيد قراءة النص محاولا فكّ شفراته المتقنة، ليجد في كلّ قراءة صورة جديدة وفكرة تقذف بشررها عبر تداعيات الشاعر الذي تمكّن من إنزالها بفطرتها وعفويتها على الورق. قدّم المجموعة الشاعر أسعد الجبوري قائلا » يحاول الشاعر خالد بن صالح اختراق الذاكرة بشفرة شعرية تميل إلى شقّ التربة المتجمّدة للّغة بنوع من الاقتحام، ليرفع الكلمات من مقام العادي إلى مقام التحليق المثقل بالمبتكرات، وهو ما يجعل من المعاني توليفات قادمة من لغة ناضجة تملك أكثر من سياق وأكثر من مسار داخل النص«. شعرية خالد بن صالح » عمل جنائي في الحب قبل أن يكون كتابة في تأليف نص لغوي، فالتجريب بصيد المفردات من أبعادها الداخلية، يكشف لنا عن حوض فوّار لمعادن مختلفة، يكمن في أعماق تربته الخضراء، إنّه شاعر يصوغ من النساء نصوصاً، ومن بهرجة الأحداث اليومية منازل شعرية بجدران يمكن تخيّلها بألواح من زجاج«. وعلى الغلاف الأخير كتب زياد عبد الله » خالد بن صالح يهرب إلى الأمام، إلى ما يعيشه، إلى ما يتوق أن يعيشه، يلتقط ما يسقط سهواً وعنوةً من حياته وحياتنا، لكن انتبهوا هنالك سمكة خلعت كعبها العالي، ولسان عند مفترق شهوات، وقد يقفز من الكتاب الذي بين أيديكم ملاك يضع قبعة«. » قصائد جاءت ''أوكسجينا''، وهي تلاحق ذلك الهواء المغاير، وبقي خالد بن صالح يجرب إلى أن استقر على أنفاسه الجميلة هذه، لننتظر المزيد أيها الرفاق، لأنه منحاز للجمال والتجريب ولا يركن إلى هواء مستعمل«.فيما أضاف عماد فؤاد على الغلاف الأخير أيضا » يستطيع خالد بن صالح بنزق الشاعر وفطنته أن يقولها لنا بصراحة الصورة ''ليست كل الشعر''، ولأنّها كذلك فعلا، تطالعنا نصوص هذه المجموعة الأولى له، وهي تحمل في رحمها أجنّة عديدة، ثمة أصوات منشغلة بالبحث الدؤوب عن الشعر في التفاصيل والأشياء والأفكار والعلائق، ثمّة بحث مستمر عمّا هو شعري فيما ليس بشعر، من أين يجيء الشعر؟! خالد بن صالح يحاول في هذه المجموعة الصغيرة أن يمنحنا إجابة«.