صدرت، مؤخراً، عن منشورات السّهل بالجزائر، المجموعة الشعرية الجديدة الموسومة ب”العين حافية”، للشاعرة منيرة سعده خلخال، في حوالي 30 صفحة، في طبعة أنيقة من الحجم المتوسط، بدعم من وزارة الثقافة في إطار صندوق دعم الكتاب الوطني. المجموعة الشعرية تضم 9 لوحات فنية تشكيلية للفنانة ياسمينة سعدون، تعبر عن مضمون النص الشعري الذي كتبته الشاعرة سعدية خلخال، في نص شعري واحد ممتد إلى عوالم وأجواء المرأة بصفة عامة، وتأملاتها في واقعها وأمالها وأحلامها على نحو خاص وخالص. وعن هذه المجموعة، قالت الشاعرة منيرة سعده خلخال في مقدمة الديوان، أنّ هذه العين المفتاح، تنزع أغلالها دفعة واحدة، وقد اشتدّ عودها واستقامت البصيرة فيها، فأفردت للحقيقة هامة الوضوح وجلالة التعبير. إنّها العين حافية، بلا نظّارات، بلا حذاء يقيها حرّ الاحتمالات أو برد التردّد.. لقد باءت وقورة بالقرار، وراحت تخاطب اللّوحة، تسائلها معانيها وقد أثمرت أحاسيس ورؤى. وتضيف خلخال..”أذكر أنّني كنت دائما أرسم الصحراء في درس التربية الفنية بالمدرسة، كانت ملاذي والفضاء الأرحب والأنسب لاحتواء شعوري بالحرية والانطلاق في رحاب العملية الفنية والإبداعية (التي كنت بصدد الاقتراب من أبجدياتها..) دون قيود أو أطر، ففي الصّحراء تشكيل ضمني واسع، معقّد ومنساب، ثمّ أحببت التجريد في العمل التشكيلي، ومنذ كتاباتي الأولى التي نشرتها في بداية التسعينيات وأنا أكتب بحثا عن الصورة الهاجس الكبير وأتوق إلى كتابتها على نحو أنيق، متألّق وجميل.. أما عن علاقتها بالتشكيلية ياسمينة سعدون، فتقول المتحدثة إنها تعرفت عليها بالحي الجامعي بن عكنون سنة 1991 وجمعت بيننا صداقة، أجزم أنّ للّوحة يد فيها، فقد كنت أرافقها إلى مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة وأحضر معها بعض الدروس، وشيئا فشيئا استقرت عيني على بورتريهاتها وشخوصها التي ربطتني بها ألفة غريبة، إلى أن ترجمت هذه العلاقة شعرا من خلال هذه القراءات التي عنونتها “العين حافية”. هذا النصّ الشعري الممتدّ، أردت من خلاله أيضا أن أقدّم للقارئ والمتلقّي بصفة عامّة، حكاية ما لامرأة ما قد أكونها، وقد تكونها ياسمينة سعدون، كما قد تكونها أي امرأة أخرى أحبّت.. هي في الحقيقة لم تكن بحاجة إلى رجل يحيطها بالعناية والحماية أو إلى سند تتكئ عليه بالمعنى السائد في العرف الاجتماعي لأنّها سيّدة تتمتّع بكامل قوّتها صلابة وشجاعة، فهي التي تتألّف منها ، وتستند عليها وتنظر فيها، بل هي أكثر مروءة من ذلك الرّجل - الذي أحبّته - حيث وهي في غمرة انكسارها تقود الأرض إليه (تعدّها له كي يستريح..)، لا لشيء إلا لأنّها تحبّه، فهي في الواقع تعيش حالة حبّ عميقة واستثنائية، ربّما وصوفية على أصدق تعبير، حالة تتعلّق بكرم الرّوح عندما تستجيب لنداء متعال، مشعّ ورائع، إنّه نداء الحبّ.