إلا أنها تخلو من التعزيزات الأمنية باستثناء أعوان الحرس البلدي، وهو الأمر الذي يزيد من احتمال تنفيذ أية عملية إرهابية خاصة في الآونة الأخيرة بعد تصاعد النشاط الإرهابي للجماعات المسلحة بمختلف أطراف ولاية سطيف خاصة على مستوى دائرة بابور. وكانت السلطات الأمنية بالولاية كانت قد أعلنت بداية شهر أوت حالة الطوارئ تحسبا لأي هجوم إرهابي أو عملية انتحارية تقدم على تنفيذها الجماعة الإرهابية التي كانت قد تسللت إلى المنطقة من ولاية جيجل. وحسب مصادر أمنية، أفادت ل "الفجر" أن هذه الجماعة الإرهابية المتكونة من 35 عنصرا لازالت تتنقل بين دواوير وقرى منطقة بابور منذ مجيئها بداية هذه الصائفة، حيث تتمركز بكل من منطقة جودة، أولاد عياد، أولاد البارد ومنطقة إراغن وهي الحدود الفاصلة بين ولاية جيجلوسطيف، والتي تعد بمثابة نقطة عبور أساسية للعناصر الإرهابية، وتتوفر هذه الجماعة على كمية معتبرة من الأسلحة بينها 30 بندقية من نوع "كلاشينكوف" وسلاح آخر من "آ ربي كا". وجاءت هذه الجماعة من منطقة جيجل بعد عملية التضييق التي مستها بعد العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الدرك الوطني بجيجل والتي أسفرت عن اغتيال أربعة دركيين. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها بالمنطقة بعد تلك التي كانت قد نفذتها مجموعة إرهابية أخرى في الأيام الماضية من شهر أوت، كما جاء في أعداد سابقة لجريدة "الفجر"، حيث قامت عناصر مسلحة باقتحام منازل مواطنين بقرية مجرقي ببابور واستولت على ماشيتهم وخيلهم وكذا محصولهم من مادة القمح لهذه السنة. هذا إلى جانب التنقلات التي كشفت لنا عنها عناصر من قوات الدفاع الذاتي لبلدية تيزي نبشار التي تقوم بخرجات يومية إلى مختلف أنحاء المنطقة دون مرافقة لعناصر الجيش الشعبي الوطني، ويبقى غياب التعزيزات الأمنية عن مثل هذه القرى في ظل تصاعد النشاط الإرهابي يشكل خطورة على سكانها وكذا على عناصر الحرس البلدي، خاصة وأن مراكزها متواجدة في أماكن معزولة خاصة في ظل غياب عناصر الجيش الوطني بها باستثناء منطقة جودة. وكانت منطقة البابور سنوات التسعينيات وإلى وقت قريب من بداية الألفين قبل عملية التمشيط الواسعة التي دامت لشهور بها والتي قادها الجيش الوطني رفقة عناصر الدفاع الذاتي والدرك الوطني للولاية بالمنطقة، من بين أهم المعاقل الإرهابية على مستوى التراب الوطني بسبب احتوائها على مغارات وأماكن تمكن هذه الجماعات من الاختباء بها وكذا اتخاذها جسر عبور إلى ولاية جيجل التي كانت هي الأخرى ولازالت إحدى معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث أسفرت عملية التمشيط بالقضاء على مئات الإرهابيين وتهديم العديد من المغارات التي كان الإرهابيون يعيشون بها رفقة عائلاتهم وكذا استرجاع كميات معتبرة من الأسلحة. للإشارة، فإن منطقة البابور شهدت السنوات القليلة الماضية عمليات تمشيط عديدة قصد القضاء على الجماعات الإرهابية.