وصل نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس إلى أذربيجان في بداية جولة تقوده إلى أوكرانيا وجورجيا، ويعتبر تشيني ارفع مسؤول أمريكي يزور المنطقة منذ اندلاع النزاع بين روسيا وجورجيا الشهر الماضي، ومن المرجح أن تثير جولة تشيني غضب موسكو التي تعتبر الدول الثلاث جزءا من امتدادها الحيوي، فيما تراهم واشنطن حلفاء رئيسين لها في المنطقة.ومن المتوقع أن يظهر تشيني في جورجيا دعم بلاده للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي قالت عنه موسكو انه بمثابة " جثة سياسية" ولم تعترف بقيادته لجورجيا، كما اتهم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الولاياتالمتحدة بإعادة بناء الآلة الحربية لجورجيا ودعاها إلى مراجعة علاقاتها مع تبليسي.وقال ميدفيديف في تصريحات لمحطة تليفزيونية ايطالية " لسوء الحظ، عند نقطة معينة فإنهم أعطوا ساكاشفيلي حرية حركة غير محدودة للقيام بأي تصرف، بما فيها التصرف العسكري".ويقول محللون أن اختيار تشيني لأذربيجان كي تكون أولى محطاته يظهر الاهتمام الكبير الذي توليه واشنطن لممرات الطاقة الإستراتجية والتي تنقل الغاز والنفط إلى الدول الأوروبية.ويقول رازيم موسابكيوف المحلل السياسي الأذربيجاني أن "زيارة تشيني هي في المقام الأول مرتبطة بقضايا الطاقة، أذربيجان وجورجيا جزءان من ممر يمد موارد الطاقة إلى أوروبا". ويضيف " تشيني كان منخرطا بنفسه في دعم هذه المشروعات، لذا فكان من الواضح انه سيزور أذربيجان، الولاياتالمتحدة تسعى إلى التأكد من أن أذربيجان سوف تستمر في ضخ إمدادات الغاز والنفط من خلال جورجيا"، وتعتبر أذربيجان حليفا قويا للولايات المتحدةالأمريكية لكنها حاولت في نفس الوقت الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا.وقد أثار الصراع بين جورجيا وروسيا مخاوف من أن منتجي النفط والغاز في منطقة بحر القوقاز الغنية بالطاقة، يمكن أن تديروا ظهورهم إلى جورجيا كممر لتصدير الطاقة إلى الغرب.وقد ضخت شركات الطاقة العالمية استثمارات ضخمة في لبناء خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز من أذربيجان عبر جورجيا إلى تركيا، ومن هناك إلى الأسواق الأوروبية المتعطشة إلى الطاقة.وكان خط انابيت باكو _ جيهان قد افتتح عام 2005 بطول 1600 كم ليصل بذلك نفط بحر قزوين ،بميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، وبلغت كلفة الخط الذي نفذته مجموعة من الشركات النفطية بإشراف شركة "بريتيش بيتروليوم" 3.6 مليار دولار واستغرق تنفيذه أكثر من عشر سنوات. وتشير التقديرات إلى أن خط الأنابيب يضخ أكثر من مليون برميل يوميا من النفط المستخرج من أذربيجان وربما كازاخستان في وقت لاحق من هذا العقد إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.