ألقى سهرة أول أمس الخميس بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف محاضرة فكرية تحت عنوان"العادات والتقاليد الثقافية لدى العرب في رمضان". جاءت هذه المحاضرة في افتتاح البرنامج الفكري والثقافي للمكتبة الوطنية الخاص بالشهر الفضيل. وفي هذا الإطار تطرق الوزير في مداخلته إلى أن شهر رمضان في أغلب الدول العربية والاسلامية يعد مناسبة لإبراز مختلف الأنشطة الثقافية والتي قسمها إلى عدة أقسام منها الجانب التثقيفي وذلك من خلال القيام ب " قراءة القران وتدارسه " هذا بالإضافة إلى" تدارس السيرة النبوية". وقد أثنى المحاضر على مثل هذه السلوكات نظرا للفائدة الكبيرة التي تجنى من ورائها من خلال التمعن في أحكام القرآن والسنة ، كما أوضح بوعبد الله غلام الله بالنسبة للرجال في هذا الصدد أن جميع المسلمين يشتركون في إحياء ليالي هذا الشهرالفضيل بأداء صلاة التراويح التي يؤدونها جماعات في المساجد، وأشار إلى أن من جمع المسلمين على هاته السنة لم يكن الرسول الكريم بل الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ، مشيرا في ذات السياق إلى أن هذا هو "الجانب الهام الذي تشترك فيه جميع الشعوب الإسلامية". بعد ذلك تطرق الوزير إلى توجه الرجال الى السمر والذي قسمه إلى أنواع كذلك.. حيث اعتبر أن هنالك من يفضل الاستماع إلى المدائح الدينية بالزوايا ، في حين يفضل آخرون الاجتماع حول موائد القهوة والشاي وقراءة القصائد الشعرية ،أما بالنسبة للنساء فقد تطرق ذات المحاضر إلى" البوقالات" التي رأى فيها متنفسا للفتيات للحديث عن مختلف المكبوتات خاصة وأن البوقالات تتناول مواضيع اجتماعية عن الحب والزواج وغيرها من المواضيع التي يصعب الحديث عنها في المجتمعات العربية المحافظة، بالإضافة إلى "الألغاز" التي رأى فيها الوزير وسيلة لتطوير الفكر ، كما استعرض الوزير أيضا جانبا من القصص حول السيرة النبوية والصحابة التي كانت تروى للأطفال قصد إبراز معاني وأبعاد شهر الصيام، بالإضافة الى حلقات الذكرالتي تلقى فيها محاضرات ومدائح دينية. وفي الأخير أبدى الوزير تأسفه لاندثار هذه العادات والتقاليد بسبب الانتشارالواسع لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة ولا سيما القنوات التلفزيونية التي أصبحت تشكل خطرا على التواصل الاجتماعي . وبعد أن أبرز دور هذه العادات والتقاليد في حياة المسلمين خلال شهر رمضان الكريم دعا الوزير إلى إعادة إحيائها من جديد لأنها - كما قال - "تساهم في تقوية التماسك الاجتماعي والإحساس بالانتماء إلى الدين واللغة والوطن".