الانقطاعات الكهربائية صارت هذه الأيام هاجس الصائمين والفاطرين والعاملين والبطالين فاقتسام الظلام يبدو أنه صار مبرمجا فهناك من المواطنين في عدة ولايات من شرق البلاد من يفطرون ويتناولون السحور على وقع الشموع كما أن هناك من يصلوا التروايح في الظلام وبالشموع أيضا وفيهم من رجع الى "الكانكي" وبين هذا وذاك يبدو أننا مقبلين على نذره الشموع أيضا إن طال مشكل الانقطاعات اليومية التي تجهل حتى سونلغاز متى تتوصل الى حله نهائيا على حد تعبير مسؤول جهوي بهذه المؤسسة على اعتبار أن مرده سقوط أعمدة ضغط ذات توتر عال بمنطقة بومرداس وسط البلاد . الانقطاعات الحاصلة بدءا بالمسيلة ومرورا بولايات الهضاب العليا وعاصمة الشرق الى أقصى مناطقنا الحدودية مع الجارة تونس ولساعات قبل عودة التيار مجددا يؤكد أن هناك فعلا إستراتيجية معتمدة لاقتسام الظلام وأن سقوط أعمدة بومرداس ليست وحده السبب فبعض المصادر تتحدث على أن الوسائل المستخدمة تجاوزها الزمن وفيها من لم تعد قادرة على تحمل ضغط أكبر خاصة في ظل حرارة غالبا ما تقارب ال40 درجة بمختلف الولاياتالشرقية وهو ما يجعل استهلاك الكهرباء مضاعفا . ضوء الشموع جميل وفيه الكثير من الرومانسية وهناك من يعشقه على مدار العام وقد يعوض نور الكهرباء غير أن الأمر يتعدى ذلك عندما تصبح هذه الانقطاعات متتالية ويومية وتسبب ليس إزعاج غياب الضوء فقط بل خسائر وفساد يطال أجهزة كهر ومنزلية لا نحسب أن سونلغاز قد تفكر حتى في تعويض ولو جزئي للمتضررين وكم هم كثر هذه الأيام .. الغريب أيضا أن بلادنا من البلدان المنتجة للطاقة الكهربائية وقد سمعنا في أكثر من مرة تصريحات لمسؤولين كبار مفادها أن الجزائر بمنأى عن مشاكل الكهرباء بل هناك تفكير في تصديرها غير أن ما يحدث اليوم يضع مثل هذه التصريحات على المحك سيما وأن الانقطاعات تكاد تعمم على كل الولايات بالتساوي ولم يعد المواطن يخشى انقطاع التيار لهبوب رياح قوية أو عواصف رعدية فقط بل حتى في عز الصيف بسماء زرقاء..