عاش أغلب مواطني البلديات الشرقية للعاصمة، ليلة أول أمس، على وقع "راحت وجات"، فلا الإفطار تناولوه في تأنٍ يحمدون فيه من أطعمهم وسقاهم ويستغفرونه، ولا أدّوا صلاة التراويح في خشوع، ينسيهم هموم الدنيا وواقعهم المر. كذلك صوت الإمام وهو يصلي بالناس ويتلو ما تيسر من القرآن، كان "يروح ويجي"، ليجد المصلون أنفسهم في صورة هود بعدما بدأ الإمام بصورة يوسف. ولم تنته مأساة المواطنين في هذه البلديات عند صلاة التراويح، بل استمرت مأساة "جات وراحت" حتى في السحور، بعدما استمر الناس في تناول سحورهم منتظرين أذان الفجر، ولكنه لم يؤذن، ليواصل من يؤخر سحوره عملا بالسنة في الأكل منتظرا آذان الفجر، ليكتشف بعدها أن آذان الفجر قد فات. هكذا فعلت مؤسسة سونلغاز في زبائنها شرق العاصمة، سهّرتهم على "جات وراحت" بعدما استمر التيار الكهربائي في الانقطاع في كل مرة، مربكا سهرة الصائمين ومفسدا صلاة المصلين وسحور المتسحرين، ولا أحد كان يفهم سر السهرة الرمضانية التي أتحفتنا بها سونلغاز قبل ليلة أمس، فأنوار الأحياء والبيوت تنطفئ لتغرق أحياء كاملة في الظلام ثم تنور علينا سونلغاز بنورها فجأة "وعليكِ نور يا سونا..". وبعد لحظات أخرى، نغرق مرة أخرى في ظلام آخر.. وهكذا دواليك، ربما اعتقدت سونلغاز أن المواطنين سيعجبون بلعبة "جو دوليميار" العملاقة وستسلي المواطن في شهره هذا وترفه عنه، وصراحة لا أعرف لماذا لا تتصرف مؤسسة كبيرة كسنولغاز تصرفا حضاريا وتعقد اتفاقية مع أي مؤسسة للهاتف النقال ترسل من خلالها رسائل قصيرة للمواطنين تحذّرهم من انقطاع متواصل للتيار، بدلا من محنة "راهي جات.. راهي راحت"؟ هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته