وطالب شافيز -في كلمة أمام حشد انتخابي لمرشح حزبه إلى الانتخابات الإقليمية في نوفمبر المقبل في مدينة "بويرتو كابيلو" على بعد 120 كلم غرب كراكاس- الولاياتالمتحدة بإعادة سفير فنزويلا على الفور، مؤكدا أنهم سيرسلون سفيرا عندما تكون هناك حكومة جديدة في الولاياتالمتحدة، حكومة تحترم شعب أمريكا اللاتينية، وهاجم الرئيس الفنزويلي الأمريكيين قائلا "اذهبوا إلى الجحيم أيها اليانكز الأمريكيين، نحن شعب له كرامته فلتذهبوا إلى الجحيم 100 مرة". وهدد شافيز بوقف شحنات النفط الفنزويلي إلى الولاياتالمتحدة في حال تعرضت بلاده لهجوم من قبل واشنطن، وأشار إلى وجود مؤامرة تستهدف حياته ومحاولة انقلاب تقف وراءها الولاياتالمتحدة، وقال "نريد أن نكون أحرارا مهما حصل وأيا كان الثمن". وتحتل فنزويلا المرتبة الخامسة بين البلدان التي تزود الولاياتالمتحدة بالنفط، إذ أرسلت لها 1.1 مليون برميل يوميا في الفصل الأول من 2008، كما ذكرت الإدارة الأمريكية للمعلومات المتعلقة بالطاقة، وفي وقت سابق اتهم شافيز ضباطا عسكريين متقاعدين بالتخطيط لاغتياله، وأمر أيضا بخفض عدد الرحلات الجوية الأمريكية إلى فنزويلا وتعهد بدعم نظيره البوليفي إيفو موراليس في حالة وقوع انقلاب ضده. وقالت مصادر إعلامية أن مسالة طرد السفير الأمريكي من فنزويلا يعد أسوأ لحظة في العلاقات منذ تولي شافيز السلطة، مشيرة إلى أن للخطوة خلفيات سياسية عدة بينها الانتخابات الإقليمية الداخلية. إضافة إلى اتهام أمريكي لفنزويلا بعدم تعاونها في مكافحة المخدرات، وهو ما اعتبرته كراكاس جزءا من مخطط أمريكي للإطاحة بشافيز، كما أن لذلك علاقة بالوجود الروسي العسكري الذي أثار حفيظة السفارة الأمريكية في فنزويلا. يأتي هذا التطور بعدما قررت الولاياتالمتحدة طرد سفير بوليفيا في واشنطن، ردا على خطوة مماثلة اعتبر فيها الرئيس البوليفي إيفو موراليس السفير الأمريكي في لاباز شخصا غير مرغوب فيه بعد اتهامه بالتحريض على الاحتجاجات وتأجيج الانقسام والانفصال في البلاد، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك أن واشنطن أبلغت حكومة بوليفيا أن سفيرها غوستافو غوزمن "شخص غير مرغوب فيه"، وذلك ردا على ما وصفه بأنه "إجراء غير مبرر" من الجانب البوليفي. وتأتي الخطوة الأمريكية بعد يوم من إصدار الرئيس البوليفي قرارا اعتبر بموجبه السفير الأمريكي في لاباز فيليب غولدبرغ "شخصا غير مرغوب فيه" متهما إياه بتأجيج الانقسام والانفصال في بوليفيا، وهو ما نفته واشنطن. وقد تزامن اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن ولاباز مع تصاعد المواجهات بين أنصار المعارضة ومؤيدي الرئيس موراليس شمال وشرق البلاد وتحولها إلى حرب شوارع بعد أسبوعين من مظاهرات مناهضة للحكومة، واستمر المحتجون المناهضون لموراليس في احتلال مبان حكومية في مدينة سانتا كروز شرقي البلاد، كما هاجموا أيضا منشآت للطاقة واحتلوها مما أجبر هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية على خفض صادراته من الغاز الطبيعي إلى البرازيل والأرجنتين، وكان حكام خمس مناطق في بوليفيا منها سانتا كروز -التي تعتبر المحرك الاقتصادي للبلاد- وتاريخا وشوكويساكا الغنيتان بالنفط والغاز، أطلقوا منذ ثلاثة أسابيع حركة احتجاجات على سياسة الرئيس موراليس.