تتعدد التفسيرات النقدية لآراء وأعمال الروائي المصري نجيب محفوظ وفقا لإيديولوجيات النقاد وميولهم التي ربما ذهبت بعيدا عن النص وحملته ما لا يحتمل، ولهذا تظل الأعمال نفسها هي الفيصل لمن أراد معرفة فلسفة الكاتب الذي ما يزال العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب. ويكتسب كتاب "حكمة الحياة" مختارات وحكم وتأملات من أعمال نجيب محفوظ، أهميته من إنعاش ذاكرة قارئ مضى عليه زمن لم يعد فيه قراءة أعمال محفوظ، كما يلخص فلسفته لمن لم تتح له فرصة قراءة أعماله الغزيرة التي تزيد على خمسين رواية ومجموعة قصصية. والقيمة الأبرز للكتاب الذي أعدته المصرية علية سرور أنه يقرب المسافة بين أعمال محفوظ والقارئ، وهي مسافة ربما تصنعها تأويلات لا يكون المؤلف بالضرورة مسؤولا عنها، لكن بعض القراء يحملونه نتائجها. ويقع الكتاب في 152 صفحة صغيرة القطع وصدر عن دار الشروق في القاهرة بمقدمة لنجيب محفوظ قال فيها "إن الكتاب ملخص مثير لأفكاري ونظرتي إلى العالم على مدى ستين عاما من الكتابة". اكتشف محفوظ بعد سبع سنوات من ثورة 1952 أن للواقع الجديد أخطاءه، فكتب رواية "أولاد حارتنا" وما تلاها من أعمال ذات طابع رمزي يجسد فيها فلسفة الشك والبحث عن يقين ومعنى للحياة في روايات "اللص والكلاب" و"السمان والخريف" و"الطريق والشحاذ" و"ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار".