شكلت الرواية العربية و البحث في آليات تصنيع الفعل الثقافي موضوع مداخلة للكاتب الجزائري واسيني لعرج في ملتقى القاهرة الرابع للإبداع الروائي الذي بدأت فعالياته أول أمس بمشاركة العديد من الروائيين. وقد طرح الكاتب واسيني لعرج في مداخلته جملة من التساؤلات حول القيمة الجديدة للروايات الحديثة مقارنة بالنصوص السابقة متحاشيا في هذه المقارنة إصدار أحكام القيمة. و سجل الكاتب ملاحظات حول سمات الرواية العربية الحديثة من بينها إنتاج نسائي غزير وما يعرف ب"الأدب المؤقت" أي انه قد تظهر رواية تستقطب انتباه القراء والمتتبعين لكن ما تلبث أن تزول بمجرد ظهور نص جديد يلغي النص القديم. و لاحظ الكاتب غياب دور النقاد المختصين حيث اضطلع رجل الإعلام بهذا الدور واقتصر النقد الأدبي أو كما وصفه الكاتب ب"نقد الهوامش " في المقاهي الأدبية. و لفت واسيني الانتباه إلى ظاهرة جديدة أفرزتها العولمة تتمثل في أن بعض الأعمال الروائية العربية تكسب قيمتها في الخارج ويعاد تصدير قيمتها هذه إلى مواطنها الأصلية. ومن المقرر أن يتناول الكاتب رشيد بوجدرة في مداخلته موضوع "ما معنى حداثة الرواية العربية" حسب البرنامج المعد من طرف منظمي هذا الملتقى الذي يجري تحت شعار "الرواية العربية الآن". وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي اشرف على افتتاح الملتقى ان هذا اللقاء يرصد "الحالة الآنية للرواية العربية بعد الانجازات التي قطعتها خلال العقود الثلاثة المنتهية من القرن الماضي وحتى الآن" مؤكدا أن "هذا الشوط الكبير الذي قطعته الرواية العربية رصده الباحثون والمعنيون مما حدا بالبعض بوصف الرواية بأنها ديوان العرب الحديث". وتجري فعاليات الملتقى في شكل تقديم أبحاث ودراسات وموائد مستديرة تتمحور كلها حول واقع المشهد الروائي العربي الحالي ومفهوم الكتابة النسوية. وستمنح جائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي في ختام الملتقى يوم الأربعاء حيث سبق أن فاز بها كل من عبد الرحمان منيف والكاتب السوداني الطيب صالح صاحب "موسم الرحلة إلى الشمال". و يعتبر النقاد والكتاب ملتقى القاهرة للإبداع الثقافي من أهم الملتقيات العلمية المتخصصة في مجال الرواية والذي تعقد دوراته بالتبادل مع ملتقى الإبداع الشعري العربي. وقد خصصت الدورة الأولى لهذا الملتقى لمناقشة موضوع "خصوصية الرواية العربية" وأهديت إلى الأديب الراحل نجيب محفوظ بمناسبة مرور عشر سنوات على حصوله على جائزة نوبل في الأدب.