حيث قال البروفيسور عزب في مداخلته "لوكان القرآن يتضمن هذا العدد الهائل من العلوم لماذا لم يتطور المسلمون"، كما اعتبر المحاضر أن دعاة التفسير العلمي للقرآن يجعلون العقل خاملا وذلك من خلال الاعتماد على البحث والتفسير في القرآن بطريقة تمنع التوجه إلى أساليب البحث والتفكير الأخرى ، وأضاف ذات المتحدث أنه إذا كانت مختلف العلوم موجودة في القرآن لماذا لا نسبق الغرب إليها.. حيث قال " لماذا لا نسبق أوروبا ، فأوروبا في القرون الوسطى أحرقت الكتب والكنيسة ضيقت على العلم بينما الإسلام أعطى الحرية ، إذن لما لم نكتشفها "، وفي سياق متصل ذهب الدكتور عزب إلى التساؤل عما إذا كنا محتاجين إلى هذا التفسير العلمي للقرآن خاصة وأن المدرسة العلمية للقرآن لم تنتج شيئا ، وبما أن القرآن لا يحارب العلوم حسبما ذكره الدكتور فنحن حتما لا نحتاج إلى مثل هذه المدرسة وأضاف البروفيسور قائلا.."الفكر الإنساني سجال ولادين له". من جهة أخرى دعا ضيف المكتبة الوطنية المسلمين إلى ضرورة التحرك ومواكبة العصر في مجال العلوم حيث تحدث قائلا "لماذا لا يراجع المسلمون أنفسهم ونظل مستهلكين للحضارة الغربية" . وفي سياق حديثه عن إشكالية المنهج والهدف في التفسير العلمي للقرآن استعرض البروفيسور محمود عزب مختلف مدارس التفسير القرآني عبر التاريخ مثل تفسير السيد قطب "في ظلال القرآن" حيث اعتبرها مدرسة سياسية ، وكذا تفسير الجواهري من خلال كتابه "الجواهر في التفسير". من جهته أثنى المدير العام للمكتبة الوطنية أمين الزاوي على ضيفه نظرا لما يقوم به في سبيل نشر الحضارة الإسلامية في أوساط الغرب، كما اعتبره من الباحثين المتواجدين في جغرافية الآخر وذلك بسبب بعده الجغرافي عن العالم العربي وبعده الفكري عن العالم الغربي. للتذكير الدكتور محمود عزب هو من مواليد 1947 بمصر ، وهو أستاذ الحضارة الإسلامية بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بجامعة باريس، شغل عدة مناصب منها أستاذ بجامعة الأزهر منذ1987 بعد حصوله على دكتوراه في الأدب والعلوم الإنسانية ، وهو الآن في مهمة قومية في باريس وذلك منذ سنة 1997.