ندد المشاركون في ختام الملتقى الدولي حول ''الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر'' بسياسة الاستيطان الصهيوني، معربين عن رفضهم المطلق لمخطط تهويد القدس الذي يجري أمام أنظار العالم وصمته. وأوصى المشاركون في ختام هذا الملتقى، نهاية الأسبوع، بالجزائر العاصمة، على ضرورة إنشاء وحدة تدريسية لمادة التاريخ والعلوم العربية الإسلامية. وأكد المشاركون في الورشات أيضا أهمية الاعتناء بالمخطوطات الإسلامية والعلمية والمحافظة عليها ونشرها ودراستها ملحين على وجوب ترجمة الدراسات الإسلامية من اللغة العربية وإليها.كما دعوا إلى إنشاء ثلاث جوائز ثانوية في مختلف العلوم والاستفادة من الكفاءات العلمية الوطنية بالخارج وتعزيز الروابط بينها. مبرزين أهمية تفعيل المؤسسات الثقافية في الخارج وإشراك جميع وسائل الإعلام في المشروع الحضاري وتكوين إعلاميين متخصصين في المجال العلمي. وتواصلت أشغال اليوم الأخير من هذا الملتقى بتدخل العديد من المحاضرين الذين أشاروا إلى النظام الغذائي عند الأطباء المسلمين والذي أصبح، حاليا، محل اهتمام دول الغرب. مؤكدين على أن مبادئ الدين الإسلامي مبنية على العقل وهي مصدر للتطور والسلام والتكامل والعدل والمساواة. وفي هذا الإطار أوضحت صباح عياشي، أستاذة محاضرة من قسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر العاصمة، في محاضرة عنونتها ''الآليات العقلانية للاستقرار الاسري في الإسلام من منظور سوسيولوجي'' أن الاسلام قد حث على ''رابطة الزواج لبناء اسرة مستقرة في كل مجالات الحياة والمحافظة على كرامة المرأة وعفتها وطهارتها''. من جانبه تطرق مرزوق العمري أستاذ بجامعة كلية العلوم الإسلامية بباتنة في محاضرته إلى تصنيف العلوم عند المسلمين، مشيرا الى العلامة الكبير الفرابي الذي اعتبر أن المنطق وهو''علم يوناني''، يوجه الإنسان نحو''الطريق الأمثل والصواب ونحو الحق''. كما أبرز رحماني من كلية العلوم الإسلامية قضية تأثير الفكر العربي-الاسلامي على فكر الغرب وحضارته في مختلف فروع العلوم والمعرفة ومساهمته في تطويره. ... ومشاركون يؤكدون تأثير الإسلام في العلوم العقلية أجمع المشاركون في أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ''الإسلام والعلوم العقلية بين الماضي والحاضر'' الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، مؤخرا، على أن الإسلام له تأثير كبير في العلوم العقلية لاسيما منها الطب والفلك والرياضيات والكيمياء. وفي هذا الإطار أوضح الدكتور قماري محمد طبيب من الجزائر في مداخلته حول ''تأثير الإسلام في تطور الطب منهجا وممارسة''، أن تطور الطب في الإسلام صاغه الوحي أي ان النشاط البشري هو كل لا يتجزأ بما فيه النشاط الفكري. كما اعتبر قماري الفكر جزءا من الدين بل إن التفكير فريضة إسلامية، واكتشاف السنن والقوانين هو محراب من محاريب العيادة، مضيفا أن الإسلام يضع الإنسان اتجاه الكون وجها لوجه ليكتشفه حتى يدخل مع الكون في حركة منسجمة، وأن القرآن أزال الحواجز أمام الإنسان. ومن جهته أكد الدكتور جمال ميموني من جامعة منتوري بقسنطينة في مداخلته حول ''إرساء العقلانية ميدانيا''، ان بناء القناعات الدينية والعقيدة يكون بالقران وأن القران يخاطب العقل الذي يدعو الإنسان للنظر في الأنفس وذلك باللجوء إلى العقل والتجريب، مبرزا ان البحث في الطبيعة ليس بحثا عشوائيا وإنما بحثا لقوانين مع ضمان وجود تنظيم وتناغم في الكون.