قال موكوني راتشيتانجا المتحدث باسم تابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا إن الأخير ينوي الاستقالة بطلب من حزب المؤتمر الإفريقي بعد اتهامه بالتآمر على رئيس الحزب جاكوب زوما، وأضاف راتشيتانجا أن مبيكي سيتنحي بعد "اكتمال المتطلبات الدستورية لذلك". وجاء ذلك بعد أيام من قول أحد قضاة المحكمة العليا أن مبيكي قد يكون تدخل في قضية فساد تمس خصمه زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي جاكوب زوما، وكان من المتوقع أن يخلف زوما مبيكي في الانتخابات المزمع إجراؤها العام القادم. وقد دعا مبيكي حكومته إلى الاجتماع أمس، كما يتوقع أن يجتمع البرلمان للاتفاق على إجراءات الاستقالة كذلك يتوقع أن يعين رئيس البرلمان خلفا مؤقتا لمبيكي. وقد اتخذ قرار طلب استقالة مبيكي في اجتماع للجنة الوطنية التنفيذية لحزب المؤتمر الإفريقي، وقال الأمين العام للحزب جويدي مانتاشي أن القرار اتخذ في نهاية نقاش مطول وصعب، وقال أن مبيكي الذي حكم لعقد من الزمان لم يبد أي شعور بالصدمة من القرار ووافق على المشاركة في إجراءات تنفيذ القرار، وأضاف أن القرار اتخذ "لصالح استقرار ورخاء البلاد"، كما أكد أن هذا ليس عقوبة لتابو مبيكي، وأنه سيتابع الوساطة في زيمبابوي، وكان مبيكي فد أعفى زامو من مهامه كنائب للرئيس عام 2005 بعد أن أدين مستشاره بالتوسط في الحصول على رشوة لصالحه، وعاد زوما إلى الحلبة السياسية كرئيس للمؤتمر الوطني الإفريقي بعد أن أزاح منافسه في انتخابات جرت العام الماضي. وكان مبيكي الذي كرس حياته للمؤتمر الوطني الإفريقي قد خلف نيلسون مانديلا في رئاسة الحزب عام 1997، وأصبح رئيسا لجنوب أفريقيا عام 1999، ثم فاز بفترة ثانية عام 2004. وربما كان أهم ما حققه هو النمو الاقتصادي السريع في جنوب إفريقيا، ولكن منتقديه يقولون أن الثروة موزعة بشكل أقل عدالة من السابق، وقد عجز مبيكي عن إقناع النقابات وفقراء جنوب إفريقيا انه خدم مصالحهم، مما ساعد زوما على تعبئة مناهضيه، وساهم في ضعف مركزه الطريقة التي عالجت بها حكومته انتشار فيروس ال HIV وفشلها في تخفيف حدة انتشار الجريمة.