أغلقت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة في ساعة متأخرة من مساء أول أمس دون أن يتمكن من العبور إلى الجانب المصري مئات من الطلبة والعالقين الذين انتظروا ساعات طويلة. وحسب مصادر فلسطينية فإنه لم يتمكن سوى عدد قليل من الحافلات من المرور إلى الجانب المصري بعدما فتحت القاهرة أول أمس المعبر بشكل استثنائي ليومين من أجل السماح للمرضى والمعتمرين والطلبة بمغادرة قطاع غزة، وقال مدير أمن معبر رفح الحدودي في الحكومة الفلسطينية المقالة المقدم سامي صالح أن السلطات المصرية سمحت ل12 حافلة فقط بالعبور إلى الجانب المصري، وقد اجتاز المعبر يوم السبت أكثر من ألف معتمر وأكثر من 300 مريض، في حين كان مقررا يوم الأحد عبور أكثر من ألف طالب وعالق ممن يحملون أوراق إقامة في بلدان أخرى، ووصف صالح الحركة على المعبر بأنها كانت بطيئة بشكل ملحوظ أول أمس مقارنة من اليوم الذي سبقه، "على عكس ما تم الاتفاق عليه"، وفي السياق نفسه قال مسؤول تنسيق معابر قطاع غزة في إسرائيل بيتر ليرنر أن العمل سيتواصل في معابر القطاع -عدا معبر صوفا- لإدخال البضائع والوقود، وكانت إسرائيل أعادت يوم الأربعاء الماضي فتح معابر القطاع جزئيا بعد إغلاقها لمدة يومين ردا على سقوط قذيفة محلية الصنع على بلدة سديروت مساء الأحد الماضي، ومن جهة أخرى وصل إلى القاهرة وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" برئاسة عضو لجنتها المركزية "نبيل شعث" بهدف إجراء مباحثات مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، في إطار مشاورات تجريها مصر مع الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن سليمان يجتمع اليوم بوفد فتح، بينما ينتظر أن يصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى العاصمة المصرية للغرض نفسه يوم الثامن من الشهر المقبل، وكان سليمان بدأ في أوت الماضي مشاورات مع الفصائل الفلسطينية -كل على حدة- تحضيرا لحوار وطني فلسطيني جامع، من المتوقع أن يعقد خلال النصف الثاني من أكتوبر المقبل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح يوم 6 سبتمبر بأن مصر ستقدم ورقة عمل إلى الجامعة العربية حول الحوار الوطني الفلسطيني بعد انتهائها من استطلاع آراء كافة الفصائل الفلسطينية. وأضاف أن الحوار الذي تجريه مصر مع الفصائل "يدور حول كيفية إعادة ترتيب الوضع الأمني ونوع الحكومة التي ستتولى مسؤولية العمل الفلسطيني، ثم الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وينتظر أن تتمحور المحادثات حول تشكيل حكومة انتقالية تعد لانتخابات رئاسية وتشريعية، وحول تشكيل هيئة وطنية للإشراف على الأجهزة الأمنية. من جانبه قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن ما سماها محاولات الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال المفاوضات السرية لن تنجح، مضيفا أنه "لا تنازل أبدا عن حقوق الشعب الفلسطيني".