استبشر أهالي مدينة سامراء شمال بغداد بقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اعتبار مدينتهم التي تضم العديد من المباني والمواقع الأثرية المهمة، مدينة تراث عالمي مهددة بالخطر. وقد صدر قرار قبل بضعة أيام اعتبر مدينة سامراء ضمن 851 مدينة تراثية في العالم، مما يرتب على المنظمة الدولية مسؤولية الحفاظ بكل الوسائل على الأبنية والمواقع الأثرية التي أصبحت عرضة للنهب دون أن تصلها يد الحماية والاهتمام. وقال الباحث التراثي والمشرف في دائرة الآثار والتراث العراقية ماجد عبد الستار إن مدينة سامراء تضم مواقع وآثارا إسلامية هامة منذ إنشائها قبل ألف ومائتي سنة على يد المعتصم العباسي مثل مرقدي الإمامين العاشر والحادي عشر لدى الشيعة الإمامية والمنارة الملوية وقصر العاشق وجامع أبو دلف. وهي مواقع عريقة منها مرقد الإمامين علي الهادي الذي توفي في سامراء سنة 806 ميلادية والحسن العسكري الذي توفي فيها أيضا سنة 874 ميلادية. وأضاف عبد الستار أن منظمة اليونسكو كلفت شركة تركية بإعادة إعمار المراقد الدينية في المدينة، حيث توجد أيضا المئذنة الملوية التي أصبح عمرها حاليا 1012 سنة وبالقرب منها جامع أبو دلف في نفس عمر الملوية التي كانت على مر العقود السابقة مكانا للسياح وطلاب الحاجة. من جهته شرح المدير في وزارة الآثار والسياحة رشيد خضير أهمية المدينة، حيث يوجد في الطريق بين سامراء وبلدة الدور إلى الشمال منها قصر العاشق الذي يقال إن خليفة عباسيا بناه لأحدى زوجاته التي كان يقضي معها أيام الربيع عندما يعتدل مناخ المدينة وتزدهر التلال المجاورة له بزهور النرجس الأصفر. وأضاف خضير أن جعل سامراء من المدن المشمولة برعاية اليونسكو يمنحها خاصية الحصول على الخبرات الفنية والدعم المالي الدولي من صيانة وإعادة ترميم وفقا لما تتطلبه طبيعة الأبنية في المدينة التي ما زالت تقاوم الزمن. يذكر أن المراقد الدينية في مدينة سامراء تعرضت يوم 22 فيفري عام 2006 إلى عملية تفجير للقبتين الذهبيتين مما أحدث فيهما أضرارا جسيمة تلتها أعمال عنف طائفية طالت الآلاف من المدنيين من كل المذاهب في عموم المدن العراقية، وتعرضت المئذنتان الملحقتان بالمرقد إلى تفجير آخر منتصف جوان عام 2007.