بوش يحصد هذه الأيام محصول ما زرع .. والمؤسف أن الأزمة المالية التي عصفت بأمريكا بدأت تنتشر إلى بلدان العالم الأخرى .. وقد زاد الوضع تأزما أمس، ومن يدري فقد تخلف هذه آثارا أسوأ من التي خلفتها أزمة 1929 من القرن الماضي، فوقتها لم يكن الاقتصاد العالمي متداخلا بهذا الشكل. فالأزمة هي هي.. أزمة بوش الابن بامتياز.. وهي نتيجة الجنون والفوضى التي زرعها في العالم منذ اعتلائه الحكم منذ ثماني سنوات، بدءا بالحرب على أفغانستان، انتهاء بالمستنقع العراقي الذي لم تجد أمريكا سبيلا للتخلص والانسحاب منه، فالعراق الذي "حررته" أمريكا في العشرين من مارس 2003، كان السبب المباشر للأزمة التي كانت الهزيمة التي لا يمكن لإدارة بوش اخفاءها مثلما تخفي نعوش قتلاها في العراق.. فالحرب كانت وراء الارتفاع المذهل لسعر النفط، وأزمة المحروقات جرت وراءها أزمة تدهور الاقتصاد الأمريكي، الأزمة التي بلغت الآن ذروتها بانهيار منظومتها المالية. وهكذا وبعد ثماني سنوات قضاها بوش الإبن على رأس أعظم دولة، ها هي نتائج تهوره السياسي تفيض على العالم أشهرا قبل نهاية ولايته، وكأن لعنة حلت به جراء المجازر والأرواح البريئة التي أزهقت في العراق وغير العراق، ليخرج هذا من باب الصغار، ويقترن اسمه في التاريخ بالأزمة. ومن يدري، قد تلقن هذه الأزمة التي تجتاح العالم درسا للأنظمة العربية التي تسعى لتوريث الحكم، فإن كانت هذه نتيجة التوريث في دولة أكبر اقتصاد في العالم، فماذا تكون نتيجته لبلدان تعاني ما تعاني من تخلف ومن أزمات اقتصادية واجتماعية ؟!...