هذا و نلاحظ هذا الإقبال وبنوع مميز في الأحياء القديمة التي تشتهر منذ زمان ببيع كل صغيرة و كبيرة تخص الحلوى منها المنتوج المحلي و حتى المستورد المتمثل في المزينات والمكسرات ومختلف الطوابع التي جاءت هذه السنة بأشكال جد حديثة إلى جانب كل أنواع القمح اللين و ماء الزهر و الورد المقطر منه والقادم من المصانع. هذا و قد كانت لنا جولة كبيرة داخل هذه الأحياء التي يعد ديكورها الرئيسي.. بائعو مستلزمات الحلويات من التجار الغير شرعيين في أماكن خصصت لهم طواعية و هم المستفيدون من هذا الوضع إلى جانب أصحاب المحلات المحاذية، وقد كانت أولاها السويقة و بشساعتها لم تستطع أن تحتوي كل المتبضعين، فوجدنا وفودا من المواطنين شبيهة بالحجاج أثناء أداء شعيرة الصفا و المروى، كما أن نفس المشهد تكرر وبنفس الطريقة برحبة الصوف و الجزارين والرصيف و مقعد الحوت و سيدي لخضر بجموع كبيرة من المشترين وسط ازدحام يكاد يخنق الأنفاس بطلاته النساء . و الملفت للانتباه هذه السنة و كالسنة الماضية هو ارتفاع رهيب في أسعار المكسرات و بشتى أنواعها جاوز حد 150 د ج هذا لأن هذه الأخيرة تعتمد عليها ربات البيوت في صنع البقلاوة و القطا يف حيث أن سعر الجوز بعد أن كان في أول رمضان يتراوح سعره ما بين 800 إلى 850 دج قفز إلى ألف دج مع غياب عامل الجودة أحيانا، أما سعر اللوز فقد تجاوز 800 دج و هكذا يستغل التجار المضاربين هذه المناسبة لكسب الكثير من الأموال لعلمهم المسبق بأن سينية العيد بقسنطينة لا تحلو في غياب البقلاوة و القطايف. إلا أنه ما يعاب على المواطن هو الإقبال الكبير على هذه السلع و نسي قول الرسول صلى الله عليه و سلم لما اشتكى الصحابة غلاء المواد الغذائية فقال لهم: "أرخصوها بالترك " . في حين أن محاولة البعض للهروب من الجوز واللوز و تعويضه بالفول السوداني تفطن لها الباعة حيث أصبح سعره يتراوح ما بين 180 إلى 200 دج. هذا و قد اقتربنا من بعض النساء و تجاذبنا معهن أطراف الحديث حول نظرتهن لهذا الغلاء فوجدنا إجابة واحدة لديهن.. إن العيد الفطر يكون مرة واحدة في السنة و يجب التحضير له و استقباله بأجود الحلويات و إن أظهرت البعض منهن عدم القدرة و أكدن أنهن سيلجأن إلى القطايف بدلا عن البقلاوة التي أصبحت تكلف ما يقارب 400 دج، أما الرجال فقد صرحوا بأنهم يطبقون أوامر النسوة.. و في ذلك فليتنافس المتنافسون .