تحوّلت أزقة الحي الشعبي الغزالة ''لاكولون'' بعنابة منذ بداية شهر رمضان إلى فضاء واسع لبيع الحلويات التقليدية التي تعدّها العائلات العنابية العريقة، حيث أصبحت الدكاكين المتلاصقة والمتراصة قبلة للزبائن القادمين من المناطق المجاورة لها كفالمة، الطارف وسكيكدة من أجل البحث عن زلابية ''واد الزناتي'' وقلب اللوز العنابي الذي يتفنن في إعدادها الحاج موسى الذي تعدى عمره ال 60 سنة، حيث يعتبر من أقدم المعدّين لهذا النوع من الحلويات التقليدية• وعن كيفية اكتساب هذه الحرفة، أكد ذات الرجل أن هذا النوع من الزلابية الذي بات ينافس زلابية بوفاريك أخذها عن جدته وناسة التي كانت آنذاك مشهورة بصنع المقروط وقلب اللوز العنابي• أما ما يميز هذه الحلويات هو استعمال بعض الأعشاب العطرية مثل شواشي الورد والقرنفل، حيث تخلط مع كميات معتبرة من العسل تسقى بها الزلابية المصنوعة من السميد والفرينة ولواحق أخرى• والجدير بالذكر أن الزبائن يقبلون على اقتناء هذا النوع من الحلويات في رمضان، فهناك من يأتي من الولايات المجاورة منها قسنطينة، سكيكدة وحتى فالمة والطارف• وتأخذ هذه الزلابية العنابية عدة أشكال تفتح شهية الصائم خاصة زلابية الوذينات، وهي عبارة عن خلطة تقليدية كانت تستعملها الجدات في المناسبات الدينية مثل العيد وحتى في الحفلات وأعياد الميلاد بالإضافة إلى قلب اللوز العنابي الذي لقي شهرة كبيرة في الجزائر خاصة أن صانعي هذه الحلويات يعتمدون على ماء زهر البرتقال وماء الورد المقطر وبعض المكسرات لإعداده وتقديمه ساخنا في قوالب مصنوعة من النحاس الخالص، حيث يتزاوج عبق هذه الحلويات مع أصالة المنطقة التي يعود تاريخها إلى عصور غابرة•