وذكرت مصادر أمنية موثوقة ل "الفجر"، أن هذه العملية التي نفذها مجهول خلفت في حصيلة أولية مقتل عسكريين وحارس بلدي وكذا جرح دركيين كانا على مستوى الحاجز الأمني الثابت المقام بمحاذاة الثكنة العسكرية التابعة لمنطقة تاقدامت، مع إصابة عشرات الآخرين بجروح وصفت أغلبها بالخطيرة، فيما أشارت مصادر أخرى أن عدد القتلى ارتفع صباح أمس إلى أربعة ضحايا جلهم من أفراد الجيش. وقد نقل الجرحى على جناح السرعة إلى المركز العسكري لبرج منايل إلى جانب تعرض العديد من المنازل القريبة من مكان الحادث إلى تصدعات وتشققات بسبب قوة الانفجار الذي سمع دويه على بعد أكثر من كيلومترين وهو ما أدخل سكان المنطقة في حالة من الهستيريا والرعب عاشوا على إثرها ليلة بيضاء، حسب شهادة عدد من السكان الذين قدمت لهم الإسعافات الأولية لاسيما المتأثرين نفسيا جراء هول الصدمة. ولم تتمكن المصالح المختصة إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا من أول أمس من إعداد حصيلة نهائية لضحايا هذا التفجير الإرهابي الذي نفذ بواسطة سيارة مفخخة من نوع "هيلوكس" معبأة بالمتفجرات يجري حاليا التحقيق في ترقيمها وقد تم تفجيرها عن بعد باستعمال هاتف نقال. كما وقع اشتباك بين قوات الجيش وإرهابيين، حاولوا اختراق الحاجز الأمني المقام بالقرب من الثكنة العسكرية، لكن تفطن قوات الجيش أحبط مخططهم وفقدوا أحد أفرادهم بعين المكان مع اعتقال آخر. وكانت قوات الجيش الوطني الشعبي قد باغتت صاحب هذه السيارة في الوهلة الأولى بوابل من الرصاص عندما حاول استهداف مقر ثكنتهم لكنه لم يفلح، ما ألزمه بالتوقف رغما عنه ليقوم بتفجير نفسه. وقد تم تطويق المكان فور وقوع هذا الاعتداء الذي لا يبعد عن مدينة دلس إلا ب 3 كلم فقط من طرف أعوان من الشرطة بما فيهم العلمية لتقصى حقيقة هذا الاعتداء الإرهابي الذي يتزامن وحلول عيد الفطر المبارك. وذكرت مصادر محلية موثوقة ل "الفجر"، أن العملية الانتحارية هذه سبقها بلاغ كاذب بوجود شاحنة معبأة بالمتفجرات بمنطقة عين بسام التابعة لولاية البويرة، كانت بصدد الالتحاق ببومرداس، لكن تحريات الشرطة العلمية والمختصة نفت الخبر. كما أصيب عسكري بجروح خطيرة في انفجار قنبلتين بأدغال سيدي علي بوناب التي شهدت عمليات تمشيط واسعة امتدت رقعتها إلى غاية منطقة بومهني التابعة لولاية تيزي وزو. كما طوقت جميع المنافذ المؤدية من وإلى هذه المنطقة المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة وكثرة غطائها النباتي، خاصة بعد ورود معلومات تفيد بوجود العديد من القنابل ماتزال مزروعة تحت الأرض على طول الشريط الغابي الرابط بين الحدود الشرقية لبومرداس بولاية تيزي وزو انطلاقا من المكان المسمى إيمغنينن لاستهداف قوافل من الجيش الوطني الشعبي التي واصلت إلى غاية أمس الإثنين عملياتها العسكرية بأدغال منطقة القبائل. يذكر أن قوات الأمن المختصة عمدت إلى تطويق حدود بومرداس وتيزي وزو، مع تكثيفها لعمليات المراقبة والتفتيش لمنع مرور المواد المتفجرة التي تستعمل في صناعة الأسلحة والقنابل التقليدية، خوفا من تحويل منطقة القبائل الى معسكر للتدريب وجمع الأسلحة لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال. مستشفى دلس يستقبل جثة إرهابي مجهول الهوية وقالت مصادر مسؤولة ل "الفجر" أن العملية الانتحارية التي وقعت دقائق قبل موعد آذان المغرب، تعد أول عملية تمكنت العناصر الارهابية من تنفيذها منذ بداية رمضان، نتيجة للخطة الأمنية المتبعة من طرف قوات الأمن، التي تمكنت من إحباط جل المحاولات الارهابية لتقتصر على بعض العمليات المعزولة. وقد حاول الانتحاري، أول أمس، اقتحام بسيارته المفخخة الثكنة وهو ما تعذر عليه نتيجة ليقظة الجنود الذين أطلقوا عليه النار وتمكنوا من القضاء عليه، إلا أن المتواطئين معه والذين كانوا يراقبون المكان قاموا بتفجير القنبلة التي كانت داخل السيارة عن طريق جهاز التحكم عن بعد. وفور وقوع الهجوم شهدت المنطقة تعزيزات كبيرة من طرف قوات الأمن الذين انتشروا وباشروا تطويق موقع الانفجار والمناطق المجاورة لملاحقة مفجري القنبلة. ومن جهة أخرى، قالت مصادر استشفائية إن مصلحة حفظ الجثث لمستشفى دلس استقبل خلال الليلة التي شهدت العملية الانتحارية جثة أحد الإرهابيين يجهل إلى حد الآن حيثيات وظروف القضاء عليه.