قال لي مواطن ناقم على الوضع العربي: اكتب في عمودك اليومي وقل للشعب العربي أن يتضرع إلى الله بأن يؤجل عزرائيل زيارته إلى بعض الزعماء العرب الذين حان أجلهم بيولوجيا ! ذلك أن الأمة العربية لا يمكن أن تعيش بدون هؤلاء لو نفذ عزرائيل تهديده لهم ! فلو اختفى هؤلاء من ساحة السياسة العربية فمن يستطيع أن يحول الهزائم إلى انتصارات ؟! ومن يستطيع أن يخرج الشعب في مسيرات عفوية مرتبة بالبوليسية من أجل الصياح بحياة الزعيم الميت في الكرسي .. والذي يحارب إسرائيل بالجيوش المهزومة ! أولمرت خسر حرب لبنان بعد تكسير لبنان دون حزب الله ودفع ثمن ذلك حياته السياسية بأن استقال وخلفته حسناء خارجية إسرائيل.. ليفني! وستفعل ليفني بالحكام العرب ما فعلت غولدا مايير بالزعماء الخالدين في الأمة العربية.. ستعبث ليفني بالجثث الخالدة في الكراسي العربية ! من مضحكات العرب أن محمود عباس الذي وجد شعبه موحدا بعد موت عرفات أوصله إلى حالة تقسيم ما هو مقسم فأصبحت حكومة في رام الله وأخرى في غزة ! وكمكافأة على إنجازاته يفكر الفلسطينون في تمديد عهدة عباس! ليبقى على رأس شعب فلسطين المقسم ! فكرة التمديد للرؤساء أصبحت مثل فكرة الملوك العرب تجتاح العالم العربي من أدناه إلى أقصاه ! الحاكم الصالح هو الذي يجعل الحياة السياسية في بلده غير قابلة للمطالبة بتغييره ! والأكيد أن خالق السماوات قد يعمد إلى تغيير عزرائيل ولا يغير الحكام العرب.. رغم أن خالق السماوات هو المعارض الوحيد الفعال في الوطن العربي ! والقادر على تغيير الحكام بدون مسيرات عفوية ؟!