مما أثار انتباهي نهاية هذا الأسبوع ذلك الجدل العقيم حول تصريحات الحكم الدولي الإيطالي كولينا العدو اللدود للشعر بخصوص لقاء المنتخبين الجزائري والمصري، حتى وكأننا شعوب تعيش عن جدارة واستحقاق في ''لمبوط'' الماضي، وذلك من مشاغل ''فارغي الشغل''. لأن المتجول في جغرافيا الأفكار التي تمتد من المحيط إلى الخليج يدرك تمام الإدراك أن العرب العاربة والمستعربة من هواة المقابر والأطلال وشيء من عزرائيل، يسكنهم مجرد الحنين، ولا يتوقفون حيث يجب التوقف، كما أنهم لا يوجدون حين يجب أن تتخذ المواقف، وذلك ربما لأسباب عديدة قد يتحمل عزرائيل شيئا من المسؤولية في ذلك، وإلا كيف نفسر انحصار أسئلة الراهن وتحدياته على فئات مخصوصة من الناس لا تهدم قصرا ولا ترفع بناء، صيحاتها بين الوادي والرماد. ولننظر إلى ذكرى سقوط بغداد على أيدي مغول العصر، ولننظر إلى كنيس الخراب، وإلى الخراب تحت المسجد الأقصى، وإلى، وإلى، وإلى، إلا أننا لا نرى غير المشروع النووي الإيراني، ومصانع السواك السودانية، ومبيدات الحشرات السورية، والصواريخ العابرة للقرى والمداشر الحماسية أو حتى صواريخ المقاومة اللبنانية الحاملة لرؤوس المد الشيعي، لتبقى أمريكا رفقة حلفائها يمثلون دور عزرائيل أو رب عزرائيل، يحيون من يشاؤون ويميتون من يشاؤون بمصانع تفريخ الإرهاب وامتصاص الثروات، ونبقى نحن نصول ونجول متسائلين عن الصورة الأليق بالأنيق ''كولينا'' حتى يتمكن من استصدار جواز سفر بيومتري؟.