دعت وزير الثقافة خليدة تومي إلى إنشاء متحف وهيئة للثقافة في إفريقيا، كما اعتبرت أن المهرجان الإفريقي المزمع عقده في شهر جويلية 2009 يعتبر تجديدا للإبداع الثقافي في القارة. من جهة أخرى، صرحت تومي في مداخلتها في اجتماع المائدة المستديرة التي عقدت أول أمس حول الهيئات الثقافية في إفريقيا بالجزائر، في إطار التحضير للمهرجان الإفريقي الثاني المزمع عقده في جويلية 2009 بالجزائر، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أن رئيس الحكومة أحمد أويحي هو من يشرف على رئاسة اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم هذا المهرجان، مشيرة أن تنظيم المهرجان الذي ستجري فعالياته من 5 إلى 21 جويلية 2009 سيتزامن مع العيد الوطني للإستقلال و الشباب. ومن جانبها، أبرزت رئيسة المائدة المستديرة بيانسي غوانيس من الإتحاد الإفريقي، أهمية التعاون بين الهيئات و المجتمع المدني سيما المنظمات غير الحكومية التي ستشارك في المهرجان. و صرحت غوانيس أن تعزيز هذا التعاون من شأنه أن يعيد بعث الثقافة الإفريقية، كما دعت في نفس السياق إلى ضرورة المصادقة على استراتيجية معينة لإعادة بعث الهيئات الثقافية والإبداع في القارة الإفريقية. وذكر المتدخلون خلال المائدة المستديرة أن الجزائر قد احتضنت الطبعة الأولى لهذه التظاهرة الثقافية القارية صيف 1969 لتعود الطبعة الثانية بعد مرور أربعين سنة في سياق وطني و دولي مختلف. و أضاف المشاركون في هذا الاجتماع أن الطبعة الثانية تأتي في سياق العولمة الذي تسعى إفريقيا من خلاله احتلال مرتبة بصفتها فاعلا متكاملا ، وذلك عكس المبادئ الفلسفية لتلك الفترة التي كانت تندرج في منطق الحركات التحررية. و في هذا السياق، أوضح المشاركون أن دور الجزائر في هذا السياق الجديد يبقى "طلائعيا من أجل السلام و تقارب الشعوب الإفريقية". كما أبرزوا في هذه المائدة المستديرة أنه على هذه التظاهرة أن تشمل جميع التعابير الأدبية و الفنية، و كذا تشجيع لقاءات مع باحثين تتمحور حول مواضيع ثقافية تتعلق بالقارة و حول الرهانات المتعلقة ببقاء الثقافة و الهوية الإفريقية. مشيرين في نفس الوقت إلى أن الهدف يتمثل في جعل الثقافة إحدى "مقومات" التنمية، وذلك بإعطائها معنى من خلال التنمية المستدامة. و فيما يتعلق بنشاطات الدورة الثانية للمهرجان الإفريقي للجزائر، يتضمن البرنامج عروضا للفرق الفلكلورية، و بانوراما للسينما الإفريقية، و ندوات و ملتقيات و مؤتمرات، و كذا صالون للكتاب، و معارض مختلفة.