أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن استعداد الحزائر لاحتضان الحدث الثقافي الإفريقي الكبير المتعلق بالمهرجان الإفريقي الثاني المزمع عقده في الفترة ما بين 5 إلى 20 جويلية 2009 بعد 40 سنة من الغياب. وأكدت تومي بصفتها رئيسة الهيئة التنفيذية للمهرجان أن اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم المهرجان والتي يشرف على رئاستها رئيس الحكومة أحمد أويحيى تسعى على قدم وساق للقيام بالتحضيرات اللازمة وتسخير الامكانيات الضرورية من اجل انجاح هذه التظاهرة. وقالت تومي امس خلال المائدة المستديرة حول ''الهيئات الثقافية في إفريقيا'' المنتظمة في إطار التحضير للمهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر في فندق الهيلتون إن هذه التظاهرة تعتبر تجديدا للابداع الثقافي في القارة السمراء، مؤكدة في السياق ذاته التزام الجزائر قبل نهاية السنة بتوجيه الدعوات لكل الدول الإفريقية دون استثناء قصد المشاركة في فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني. وبالنظر إلى أهمية الحدث تقول تومي إن الجزائر ستكون في 5 جويلية القادم الذي يتزامن مع الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب قبلة للمبدعين الافارقة وعاصمة للثقافة الإفريقية. على صعيد آخر دعت المسؤولة الاولى عن القطاع إلى إنشاء متحف و هيئة للثقافة في إفريقيا. وفي تعقيبها على الخطوط العريضة الخاصة بالتحضيرات للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر التي وضعتها اللجنة الوطنية المكلفة بالتنظيم قالت الوزيرة إن هذه الخطوط ماهي الا اقتراحات قابلة للتعديل والتغيير والاثراء من قبل ممثلي الهيئات الثقافية بإفريقيا خلال اجتماعهم أول أمس ومن قبل الخبراء المعنيين قبل أن يعرض على مجلس وزراء الثقافة للاتحاد الإفريقي في اجتماعهم الثاني الذي سيجمعهم يومي 22 و23 أكتوبر الجاري بالجزائر ليتم بعدها معاينته و المصادقة عليه من قبل الحكومة الجزائرية. وفي اطار تعزيز الصداقة والتعاون بين الجزائر والبلدان الإفريقية في الجانب الثقافي تعهدت خليدة تومي بانتاج خمسة أفلام كل سنتين أو ثلاث سنوات بالاشتراك مع الدول الإفريقية مؤكدة على اهمية اعتماد هذه الشراكة والالتزام بها بين الجزائر و البلدان الافرقية، على اعتبار ان خطورة الاوضاع الاقتصادية والسياسية في القارة السمراء لا يمكن تجاوزها الا بسياسية ثقافية طموحة. ومن جانبها أبرزت رئيسة المائدة المستديرة المكلفة بالشؤون الاجتماعية للاتحاد الإفريقي بيانسي جوناس أهمية ''التعاون بين الهيئات الثقافية والمجتمع المدني سيما المنظمات غير الحكومية التي ستشارك في المهرجان. على أساس أن هذا التعاون من شأنه أن يعيد بعث الثقافة الإفريقية'' داعية إلى ''المصادقة على استراتيجية لإعادة بعث الهيئات الثقافية في القارة. وتواصلت اشغال المائدة المستديرة امس بتقديم مسؤولي وممثلي الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية اقتراحاتهم بشأن التحضيرات الخاصة بالمهرحان الإفريقي الثاني الذي اختير له شعار ''النهضة'' الذي يندرج في سياق العولمة على خلاف الطبعة الاولى التي احتضنتها الجزائر في صيف 1969 التي اعتمدت على المبادئ الفلسفية لتلك الفترة التي كانت تندرج في منطق الحركات التحررية للقارة .