عبر خبراء غربيون في الاستخبارات اجتمعوا نهاية الأسبوع في برلين عن خشيتهم من امتداد الشبكات الإرهابية في المغرب وتنامي نفوذ تنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي إلى أوروبا. وأكد رئيس الاستخبارات الألمانية، إرنست اهرلو، أن "خطر القاعدة يتنامى في شمال إفريقيا"، مضيفا: "هناك خطر بأن نواجه في أوروبا إرهابيين منحدرين من الهجرة المغاربية". وأضاف: "هناك حلقة كبيرة من مؤيدي الإرهابيين في أوروبا ينحدرون من الهجرة المغاربية"، معتبرا أن هؤلاء قد ينضمون إلى منظمات مثل القاعدة في المغرب الإسلامي. وتابع أهرلو أن "القاعدة في المغرب الإسلامي ليست قريبة من أاوروبا جغرافيا فقط وإنما تشكل المجموعة الأكثر نشاطا في القاعدة حاليا". وأشار إلى أن هذه المنظمة "منظمة بشكل جيد وتنتشر في شمال إفريقيا بقدراتها التدريبية الخاصة. وتمتد بنيتها التحتية من الساحل إلى جزء من غرب إفريقيا وأوروبا". ورأى أن الخطر بالنسبة إلى أوروبا "ينتج ليس عن تكثيف أنشطة المنظمة الارهابية فحسب، وعن توسع انتشارها الجغرافي، وإنما أيضا عن واقع أن هذه المجموعة تجذب خصوصا المتطوعين من أجل الجهاد الذين يبحثون عن الخبرة والقيادة". وقال أهرلو إن القاعدة تهتم خصوصا بتجنيد أشخاص من أصل أوروبي اعتنقوا الإسلام، مذكرا بأن السلطات الألمانية تبحث حاليا عن إسلامي من أصل ألماني يدعى إريك بريننيجر، يبلغ من العمر 21 عاما. وصورة هذا الشاب المطلوب من السلطات ملصقة في كل محطات سكك الحديد والمطارات والمخافر في البلاد. ويشتبه في أنه ينتمي إلى خلية جهادية متورطة في محاولة اعتداء في ألمانيا تم احباطها في سبتمبر 2007. وتم توقيف ثلاثة شبان آخرين هم إثنان من أصل ألماني اعتنقا الاسلام وتركي في ألمانيا في إطار هذه القضية، حسب المسؤول الألماني. وأعلن إريك برينينجر في شريط فيديو تم بثه مؤخرا على الانترنت أنه موجود في أفغانستان. ومن جهته، قال منسق الاتحاد الاوروبي لشؤون مكافحة الارهاب، جيل دي كورشوفي بذات المناسبة، أن شمال إفريقيا تمثل اليوم "مزيجا متفجرا" لاسيما بسبب عودة العنف إلى الجزائر وانتقال العصابات المحلية إلى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مصالح غربية وبينها عمليات انتحارية. وأكد أن القاعدة تسعى كذلك الى إقامة "علاقات مع المغاربة المهاجرين إلى أوروبا" بدليل التوقيفات الأخيرة التي حصلت في إسبانياوفرنسا وإيطاليا. وقال القاضي الفرنسي السابق في قضايا الإرهاب، جان لويس بروغيير، إن الوضع في أوروبا "أكثر خطورة مما يبدو". وأضاف أن "مستوى التهديد ولو أنه غير مرئي مرتفع جدا في فرنسا"، حيث تعيش مجموعة كبيرة تنحدر من شمال افريقيا وحيث نفذ إسلاميون جزائريون في التسعينيات جملة تفجيرات.