عبرت أجهزة أمنية أوروبية عن تخوفها من وقوع هجمات إرهابية في دول الاتحاد بعد ورود أنباء عن استعدادات تقوم بها قيادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لتنفيذها من خلال إعادة تفعيل نشاط الخلايا النائمة من جهة وتهديدات قيادات تنظيم القاعدة العالمي في المدة الأخيرة، والتي اعتبرتها رسائل مشفرة للتنظيمات التي أعلنت ولاءها من قبل من جهة أخرى· وذكر الخبير في الحركات الإرهابية والباحث في جامعة لندن، أندرو سيلك، أن التخوفات ازدادت مع الأزمة الاقتصادية التي أفرزت انعكاسات سلبية على المجتمعات الأوروبية، خاصة لدى الشباب والمهاجرين، من خلال ارتفاع معدلات البطالة وظهور التمييز والعنصرية في التعاملات اليومية، التي يكون قد استغلها ممثلو تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في أوروبا لتجنيد عناصر تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية انتقامية، وأن الوضع بين أوساط شباب الجاليات المسلمة يساعد على التلاعب بأفكارهم بسهولة واستغلال ظروفهم المعيشية للوصول إلى هدفهم بعد فشل نشاط التنظيم الإرهابي في الجزائر ودول الساحل، ليصل إلى القول بأن ''الأمور لا تسير على ما يرام عند تنظيم القاعدة في الجزائر ودول الساحل''· وأوضح مسؤول في الاستخبارات الفرنسية أن الدول الأوروبية رفعت درجة اليقظة والتأهب لمواجهة أي عمل إرهابي، باعتبار الحركة غير العادية التي تم ترصدها على مستوى الجالية المسلمة من أصول شمال إفريقية، التي يكون من ضمنها أشخاص يشكلون شبكات دعم لوجيستيكي لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وأن التخوفات بلغت درجة كبيرة من أن يكون التنظيم الإرهابي قد توصل إلى طريقة لنقل عمليات إرهابية عبر البحر الأبيض المتوسط· وقال الخبير ''إننا نعلم أن هناك شبكات دعم لوجيستيكي، قد تساهم في تسهيل تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا''، مضيفا أن السؤال الذي يتم تداوله داخل الدوائر الأمنية الأوروبية يركز على حالة تمكن التنظيم من تفعيل خلاياه النائمة، خاصة بعد تفكيك الخلية الإرهابية المغربية في الأيام السابقة واكتشاف علاقتها الكبيرة مع مهاجرين، وكانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا وخارجها، بعد فشل تنظيم دروكدال في مواصلة نشاطه وفق ما كان يهدف إليه بعد الضربات المتكررة لقوات الجيش والأمن الجزائريين من جهة، والنزيف الذي لم يشهد له مثيل عقب الاستجابة الواسعة لميثاق السلم والمصالحة من جهة أخرى·