دعا الرئيس السنغالي عبد الله واد، كل من الجزائر، مالي، موريتانيا، التشاد، النيجر، مالي إلى ضرورة عقد طاولة مستديرة إقليمية من أجل إيجاد سبل لمكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هذا التنظيم الإرهابي الذي يتنامى نفوذه بقوة في دول الساحل الإفريقي، التي تشهد نشاطا مكثفا لمختلف الشبكات الإجرامية منها عصابات المتاجرة غير الشرعية بالمخدرات والأسلحة ذات العلاقة بالتنظيم الإرهابي. وأكد عبد الله واد على هامش القمة ال 14 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أن ''إرهاب الصحراء هذا بدأ يأخذ أشكالا جديدة مقلقة جدا''، حيث عبّر أمام المشاركين في القمة التي شارك في فعالياتها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ''عن تأثره لما يجري في مالي نظرا للروابط التاريخية التي تجمع البلدين''، وفي نفس الاتجاه راح الرئيس السنغالي يُشدد على ضرورة تنظيم طاولة مستديرة مع الدول المجاورة أي دول المنطقة لتسوية هذه المسألة، مشيرا إلى أن ''دولا مثل السنغال أو مالي أو موريتانيا لا يمكنها أن تقوم بذلك بمفردها''، في إشارة منه ''إلى مكانة الجزائر ودورها الفعال وتجربتها في مقاومة الإرهاب طيلة عشرية كاملة''، وقد ذكّر ''واد'' بعمليات تهريب الأسلحة العديدة في منطقة الساحل انطلاقا من التشاد أو إفريقيا الوسطى. وقد انعكست عمليات تهريب الأسلحة بهذه الدول على الجزائر التي أصبحت دولة عبور لأطنان من المخدرات باتجاه دول الشرق الأوسط نحو أوروبا، ولأن الجزائر أحكمت سيطرتها وشددت إجراءاتها الأمنية على طول الحدود البرية التي يتجاوز طولها 6500 كلم عازمة على القضاء على شتى أنواع الإجرام، لجأت شبكات المتاجرة في المخدرات هي الأخرى إلى استعمال الأسلحة الحربية المهربة على مستوى دول الساحل الإفريقي من أجل تأمين قوافلها في مواجهة تشكيلات وحدات حراس الحدود وتجسد هذا التهديد في تسجيل اشتباكات مسلحة بين وحدات حرس الحدود التابعة للدرك الوطني مع مهربي المخدرات. من جهة أخرى، لا يزال خطر تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين دول الساحل الإفريقي، وفي هذا الخصوص توصلت التحقيقات الأمنية التي تقودها وحدات الدرك الوطني في الجزائر إلى تحديد علاقة المهاجرين غير الشرعيين بمختلف شبكات الإجرام الأخرى على غرار الجماعات المسلحة وشبكات الاتجار في المخدرات والأسلحة، حيث بلغت نسبة ارتباط المهاجرين المتورطين في أشكال أخرى من الجريمة المنظمة مع أنواع الإجرام الأخرى 38,2 بالمائة. في سياق ذي صلة، أورد الرئيس السنغالي أن ''هذا الأمر أصبح يتعلق بمشكلة دولية ينبغي على القوى العظمى الغربية أن تتدخل أيضا''، لا سيما بعد أن أصبح ما يُسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال السنوات الأخيرة يستهدف في العديد من المرات الرعايا الفرنسيين خاصة في منطقة الساحل بجنوب شرق موريتانيا ومالي.. وصرّح الرئيس السنغالي بأن تنظيم القاعدة بات يمثل خطرا جديا على كل دول المنطقة وأن على هذه الدول أن تجتمع في إطار إقليمي لتنسيق جهود محاربته. وتجدر الإشارة إلى أن السنغال قد اعتقلت خلال الأشهر الأخيرة عدة أشخاص ينتمون لتنظيم القاعدة.