تسببت الأمطار الموسمية التي خلفتها التقلبات الجوية بولاية سيدي بلعباس خلال 48 ساعة الأخيرة حالة استنفار قصوى بجل البلديات والدوائر، حيث بلغت كمية الأمطار المتساقطة في الساعات الأخيرة 32 ملم. وحسب مصالح الرصد الجوي، فإن هذه النسبة تعد الأعلى على المستوى الجهوي، الأمر الذي تسبب في فيضان وادي المكرة الذي التقى بوادي الفور الآتي من ولاية تلمسان ببلدية مولاي سليسين ليخرج عن مجراه الرئيسي ببلدية سيدي خالد أين تسبب في فيضانات بكل من أحياء 50 مسكنا و100 مسكن و193 مسكن وكذا شارع مولاي محمد وقرية الدارالبيضاء؛ حيث غمرت مياه الوادي المساكن، ما أدى إلى حالة استنفار لدى المواطنين الذين عبروا عن تذمرهم من الوضعية المأساوية التي يعيشونها في كل مرة تسقط فيها الأمطار، مناشدين السلطات التدخل لإيجاد حل قطعي ونهائي لمشكل فيضان وادي المكرة. ونتيجة لهذا، سارعت فرق الحماية المدنية ومصالح الدرك الوطني لتشكيل خلية أزمة من شأنها متابعة الوضع عن كثت. وغير بعيد وبالضبط ببلدية المرحوم، غمرت المياه الطوفانية عشرات المساكن دون إحداث أي خسائر بشرية، ما تطلب استعمال المضخات لإخراج المياه وصرفها. وبدائرة سفيزف أنشئت خلية أزمة بعد تضرر عدة بلديات مجاورة لها. ففي بلدية المسيد تم إجلاء 15 عائلة غمرت المياه منازلها بعد أن فاض عليها وادي ملغيغ بالطريق الوطني رقم 98. وبالطريق الولائي رقم 75 الذي قطعته مياه وادي المكرة ببوجبهة البرج، غمرت المياه 3 جسور، والأمر نفسه تكرر بالطريق الولائي رقم 62 الرابط بين بئر الحمام والخيثر. أما بمقر الولاية، فقد تدفقت المياه الموسمية إلى كل من أحياء 400 مسكن، عبد القادر بومليك وملتقى الطرق المسمى بدبي. وبحي سيدي الجيلالي تحول النفق الأرضي المؤدي إلى حي بن حمودة إلى بركة ماء كبيرة نظرا لانعدام المجاري المائية داخله. هذا السيناريو يتكرر مع كل مناسبة تسقط فيها الأمطار ولو بكميات قليلة، الأمر الذي يكشف وبوضوح هشاشة المشرووع وانعدام صلاحيته.