" كدت أتخلى عنهما.. قدمت طلبا لقاضي الأحداث لدى محكمة الحراش لإيداعهما في مركز للطفولة لأنني لا أستطيع التكفل بهما". بهذه الكلمات بدأت السيدة "تماني " حديثها و هي منهارة مستنجدة بجريدة " الفجر" لإيصال معاناتها إلى السلطات العمومية والمحسنين علها تجد من ينقذهم من التشرد والضياع. وتضيف السيدة " تماني" في زيارتها لمقر الجريدة أنها استنفذت كل السبل من أجل توفير الاستقرار المادي و النفسي لطفليها، ما دفعها إلى الإقدام على التخلي عنهما في أحد المراكز المختصة. وحسب السيدة "تماني" فإن معاناتها و طفليها بدأت منذ حوالي الثلاث سنوات بعد طلاقها من زوجها بسبب خلافات عائلية، غادرت إثره بيت الزوجية بولاية الوادي حيث كان يعمل زوجها السابق إطارا في الشرطة، و منذ ذلك الحين احتضنها الشارع مع طفليها خاصة بعد تقاعس طليقها في تنفيذ أمر المحكمة القاضي بدفع نفقة شهرية لطليقته و توفير مأوى لابنيه. وتضيف المتحدثة أن ظروفها الصعبة أرغمت ابنتها " ندى" صاحبة الثلاث سنوات على بدء مشوارها الدراسي في الشارع بولاية الوادي قبل حصولها على حق الحضانة في سبتمبر 2006، حيث انتقلت إلى الجزائر العاصمة و بقيت في مركز للإيواء بالمحمدية أين واصلت " ندى" دراستها في الثانية ابتدائي بمدرسة "زينب أم المساكين" مدة سنة لتغادره بحثا عن الاستقرار النفسي والمعنوي لها و لطفليها. و منذ خروجها إلى"العالم الخارجي" بدأت رحلة معاناة من نوع آخر"خاصة بعد رفض وزارة التضامن و الأسرة و الجالية الجزائرية بالخارج تقديم يد العون لي، عقب مراسلتي لهم ،و كلي أمل في أنني سأجد من ينجدني على مستواها باعتبارها وزارة للتضامن و الأسرة، لكنني تفاجأت في ردهم بأنهم يدعونني إلى التوجه إلى أحد مراكز الإيواء أو التوجه إلى وزارة السكن لحل مشكلة السكن". و تضيف الوالدة بأنها توجهت إلى وزارة السكن و العمران حيث أكدوا لها أنهم لا يستطيعون مساعدتها لأن الوزارة المخولة بذلك هي وزارة التضامن. و تقول السيدة "تماني" أنها اضطرت إلى توقيف ابنتها عن الدراسة لانعدام الإمكانيات والتغيير المستمر لمكان مبيتهم. و تشير الوالدة إلى أنها في كثيرا ما تستقل مع طفليها القطارات المتجهة إلى الولايات الداخلية ذهابا وإيابا لتفادي المبيت في الشارع خاصة في ليالي الشتاء الباردة، وحاليا تقوم بالمبيت في ركن من أركان أحد مستشفيات العاصمة وفي بعض الأحيان تسمح لها إحدى الطبيبات بالمبيت في إحدى مصلحات المستشفى. إضافة إلى هذا يشكو ابنها الصغير من مرض " السيلياك" و يتطلب علاجه اتباع حمية مكلفة جدا لم تتمكن المتحدثة من تأمينها، خاصة أنها تتطلب 10 آلاف دينار في الشهر.