نظمت أول أمس جمعية "ألف" المكلفة بإدماج الأطفال المعاقين ذهنيا وللمرة الخامسة على التوالي حفلا لفائدة أطفال مدرسة تماني التابعة لها، وذلك بمناسبة نهاية السنة الدراسية 2007 2008. وعمت خلال الحفل أجواء الفرح بقاعة ابن زيدون برياض الفتح جراء اعجاب الكبار بصغار مدرسة تماني الذين قدموا عروضا فنية ورياضية تعالت إثرها الزغاريد. والتصفيقات الحارة، والتي مثلت أهم عنوان للانطباع الإيجابي الذي خلفه أطفال المدرسة في نفوس الحاضرين. وكان أهم ما ميز الحفل هو تنشيط برنامجه الثري والمتنوع من طرف براعم مدرسة تماني، حيث أمتعوا الجمهور من خلال أداء أغان وأناشيد وطنية وتلاوة آيات قرآنية، فضلا عن أداء رقصات على نغمات مختلفة الطبوع وتقديم عروض مسرحية واستعراضات رياضية. وتهدف هذه المبادرة حسب مديرة المدرسة السيدة بعلياط الى إبراز وتأكيد قدرات الأطفال المعاقين، وبالتالي تصحيح النظرة الخاطئة الي تعتبر هذه الفئة غير قادرة على العطاء. وأضافت مديرة المدرسة أن الاستعراضات التي قدمها أطفال المدرسة كانت بمثابة تحد تم رفعه لتوجيه رسالة مفادها أن الصعوبات الذهنية لا تحول دون تعلم الأطفال، وكذا لرفع الحواجز الكبيرة التي يضعها المجتمع في طريق هذه الشريحة التي تعاني من التهميش. واستطردت المتحدثة قائلة أن الحفلات تسمح سنويا باكتشاف مدى تطور قدرات الأطفال المعاقين ذهنيا، وهو الأمر الذي أدى الى تغيير نظرة أوليائهم من نظرة الشفقة الى نظرة التأمل في مهاراتهم. وتميز الحفل أيضا بإقامة معارض تضمنت أعمالا فنية أنجزها تلاميذ مدرسة تماني ، حيث تنوعت بين الرسم على الحرير، الخشب والزجاج وكذا الطرز علىالقماش، علما أنه تم عرضها للبيع لتشجيعهم على الإبداع، باعتبار أن الهدف الأساسي لمدرسة تماني يكمن في إدماج هذه الفئة من خلال توجيهها وتكوينها لممارسة بعض الحرف التي تضمن لها المستقبل. وهو ما يدخل في إطار إعادة الاعتبار للمعاقين ذهنيا ولحقوقهم كأفراد ينتمون الى المجتمع. للإشارة تستوعب مدرسة تماني التابعة لجمعية "ألف" 150 تلميذا ينقسمون الى مجموعتين الأولى تخص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث سنوات و15 سنة، أما الثانية فتتعلق بالمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و22 سنة، حيث يتلقون في العموم تكوينا خاصا.