يقطن "زراية" أزيد من 18 ألف نسمة موزعين على 13 مشتة تترامى وسط سلسلة جبلية عمقت معاناة المواطنين في شتى مجالات الحياة فالعطش مازال يلازم أعداد هائلة منهم ففي مركز الفرع البلدي يواجه السكان أزمة خانقة في مياه الشرب ضاعفتها الفيضانات الأخيرة التي تسببت في كسر شبكة التوزيع على مستوى واد تاوغلالت مما أدى إلى تسرب الأوحال والأتربة التي سدت الشبكة فضلا عن انخفاض منسوب المياه بنقب تاوغلالت الى 2لتر في الثانية بعدما كان يضخ 6لتر في الثانية، ويبقى سكان المركز أوفر حظا بحكم أن أزيد من 350 عائلة تقطن مشتتي مساهل والزعانة مازلوا يرون ماء الحنفيات في أحلامهم فقط نظرا لإنعدام شبكة ونقب بالمنطقة وحتى الطبيعة حرمتهم من مياهها العذبة لانعدام العيون الطبيعية المتفجرة في العديد من المناطق ولا حل لهؤلاء المغلوبين على أمرهم سوى شراء صهاريج المياه بمبلغ 400 دج للصهريج الواحد هذه الوضعية تكاد تنطبق على سكان مشتة لعلالمة، ومن ظمأ المواطنين إلى متاعب التنقل خاصة لدى التلاميذ حيث يبقى النقل لديهم نقطة سوداء كما وصفها لنا مسؤول منتخب و يجبر تلاميذ الإكمالي القاطنين بالمشاتي المعزولة على تحمل مشاق كبيرة في التنقل مشيا على الأقدام لمسافات طويلة ذهابا وإيابا قدرها لنا بعضهم من 11 إلى 6 كلم، ، وتتكرس العزلة بدروها بهذه المنطقة بوجوه متعددة لعاملين يتعلق الأول بالمشاريع الجزئية الممنوحة لشق الطرقات وفك العزلة حيث يبقى الكثير ينتظر الأشطر المتبقية من الأشغال أما العامل الثاني والأهم فيكمن في إنعدام معابر او جسور تفك العزلة عن العديد من المشاتي على غرار تقالتة،أولاد حجيجوا، طوش وعبيد ولبقاقة الذي يعزلهم واد أفوغال بمجرد تساقط الثولج والإمطار وهنا تعالت الصيحات لمطالبة المسؤولين بالتدخل، ورغم استفادة المنطقة من 250 سكنا ريفيا إلا أن ذلك لم يغط سوى 30 بالمئة من الطلبات نظرا لكثرة المشاتي وشدة العوز خاصة وأن الكثير من السكنات مازالت مشيدة بطرق تجاوزها الزمن ميزتها. الأحجار والطين، القرميد والديس، وإذا كانت المشاكل المذكورة قد لازمت السكان حينا من الدهر فإن الفيضانات الأخيرة التي أتت على الأخضر واليابس قد ولدت مشكلا جديدا يكمن في ظهور واد يصب بجوار سكنات المواطنين ويشكل خطرا على مبني الفرع البلدي ومركز البريد مما يستدعي التدخل لتهيئته وتغيير مجراه.