و تفتقر هذه السكنات الفوضوية التي يعود تاريخ انجاز البعض منها إلى سنة 1991 إلى أدنى شروط الحياة فمع غياب قنوات الصرف الصحي أصبحت القاذورات تسري أمام منازل السكان و هو ما زاد المكان تعفنا و أدى إلى انتشار الروائح الكريهة و الحشرات الضارة خاصة في فصل الصيف ، و أما الماء الصالح للشرب فهو حلم بعيد المنال بالنسبة لهم ،حيث يضطر هؤلاء السكان إلى اقتنائه بواسطة الدلاء من أماكن بعيدة، و لاحظنا خلال دخولنا وسط الأحياء الأسلاك الكهربائية تظهر فوق بيوت السكان على شكل نسيج العنكبوت بفعل التوصيلات العشوائية من منازل الأحياء المجاورة ،و أكد لنا السكان أنهم يدفعون لأصحاب هذه المنازل مبالغ خيالية كل شهر مقابل تزويدهم بالكهرباء حتى لا يبقوا في الظلام الدامس ،ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كشف لنا السكان عن تفشي عدة ظواهر و أفات اجتماعية خطيرة داخل هذه الأحياء المفوضية على غرار السرقة حيث يقول احد المواطنين انه إذا ذهب صباحا إلى العمل فانه لا يضمن عند رجوعه أن يجد بيته سالما كما تركه ،فيما أكد لنا آخر أن التنقل داخل هذه الأحياء ليس بالأمر السهل بفعل الاعتداءات التي تشهدها هذه الأحياء خاصة في الليل، بالإضافة إلى تفشي تجارة المخدرات التي أصبحت حسبهم تباع جهارا نهارا أمام منازلهم ، و تحدث لنا آخرون إلى تحول بعض السكنات إلى أوكار لدعارة و ممارسة الرذيلة أين يجد الفساق ضالتهم بهذا المكان ،و أمام هذه الأوضاع المتردية و المزرية يناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المعانات التي عمرت معهم طويلا ولإنقاذ حياتهم و حياة أبنائهم من هذه المخاطر .