من قال إن الحياة السياسية في البلاد لا تعكس حالها بصدق السلطة بكل مكوناتها؟! •• فإذا كانت السلطة تتهم دائما بأنها لا تحسن حكم البلاد •• فإن الساسة أيضا لا يحسنون تنظيم الشعب في أحزاب ومنظمات ! هل يصح مثلا أن نعيب على السلطة فكرة الوصول إلى الحكم والبقاء فيه خارج إرادة الشعب أو في بعض الأحيان بواسطة التحايل على إرادة الشعب؟! هل يصح ذلك ونحن نرى أحزابا سياسية ليس فيها من صفة الأحزاب إلا الإسم ؟! أحزاب سياسية ولكنها تمارس البزنسة السياسية وغير السياسية مع السلطة الخالدة في الكرسي؟! ونرى أيضا أحزابا سياسية هي عبارة عن شركات خاصة لأصحابها يتوارثونها كما يرث الملوك والرؤساء العرب الحكم عن آبائهم؟! هل شاهدتم أحزابا سياسية تخسر الإنتخابات ويبقى زعماؤها على رأس هذه الإنتخابات؟! وهل شاهدتم أحزابا سياسية تبيع مواقفها للسلطة كما تباع البطاطا في سوق الحراش؟! هل شاهدتم زعيم حزب سياسي يبقى على رأس حزبه يناضل 50 سنة كاملة ولا يكسب الإنتخابات؟! وهل شاهدتم حزبا سياسيا يتصرف فيه رئيسه بصورة أسوأ مما يتصرف الحاكم العربي في المال العام؟! مشكلتنا ليست في السلطة وحدها، مشكلتنا الأساسية في وجود مثل هذه الأحزاب التي لا تمارس السياسة ولا تسمح بممارستها وفق قواعد سياسية ••! أحسن احتجاج على السلطة هو أن تحل هذه الأحزاب نفسها وتقول للشعب بأنها وصلت إلى طريق مسدود وتترك الشعب يتصرف مع السلطة بالطريقة التي يشاء •• تماما كما تصرف عام 1954 •• هذا هو الحل، أما البقاء فهو بريكولاج سياسي••