فيما يبقى أولياؤهم يتساءلون عن مصير الأموال التي ترصدها الدولة سنويا لتوفير النقل المدرسي الذي يبقى غائبا، ويرهن ويهدد مستقبل المئات من التلاميذ، بعدما قام العديد من أوليائهم بتوقفهم عن الدراسة خاصة جنس الإناث اللواتي يسلكن مسالك وعرة مشيا على الأقدام للوصول إلى المدارس، والتي تتواجد بها بعض الحيوانات المتشردة من الكلاب المسعورة. من جهته أعلن مسؤول بمديرية التربية عن وجود عجز في حافلات النقل المدرسي للتضامن قدر ب 56 حافلة والتي ستجعل 11271 تلميذا يعيش معاناة حقيقية للوصول إلى المدارس خاصة بالمتوسطات والثانويات الغير المتواجدة بالقرى النائية كبلدية سيدي الشحمي وحاسي بن عقبة والقليطة وغيرها، والتي تفتقر إلى ثانويات مما يجعل التلاميذ مضطرين للانتظار طويلا أو مشيا على الأقدام للوصول إلى المدارس بالبلديات الأصلية، في الوقت الذي يبقى فيه خوف الأولياء على أبنائهم من الذين انتقلوا من السنة الخامسة والسادسة ابتدائي إلى المتوسطة. ويؤكد أولياء التلاميذ أنهم مع تقلبات الجو وتهاطل الأمطار واهتراء الطرقات، أصبح الأطفال المتمدرسون يستعينون بقطع الأخشاب أو الأحجار للسير بعد انتشار البرك المائية والأتربة والأوحال التي أصبحت تغمر الشوارع وتعرقل تنقل التلاميذ. في نفس السياق يعاني أيضا تلاميذ قرى وأحياء عديدة من دائرة مغنية بولاية تلمسان عبر قرية العقيد لطفي، والعباس، وقرية الشقة، ولعشاش، من غياب النقل المدرسي مما جعل التلاميذ يقطعون يوميا مسافة من 4 إلى 5 كلم للوصول إلى المدارس التي يجدون أبوابها مغلقة بعد وصولهم متأخرين مما يضطر بهم إلى العودة مجددا إلى المنازل لإحضار ولي الأمر الذي يكون في العمل، وبالتالي يطول غياب التلميذ إلى أن يفصل ويشطب اسمه من قائمة المتمدرسين، خاصة أن أولياءهم لهم مشاغل أخرى في البحث عن لقمة العيش. وأمام تدهور وضعية طرقات العديدة من القرى، أصبح سائقو كلوندستان والنقل الجماعي يرفضون نقل التلاميذ إلى مدارسهم ويفضلون نقل مسافرين آخرين إلى وسط المدينة، حيث يتواجد أكثر من 300 تلميذ مستقبله مهدد بالتوقف عن المدرسة، بعد غياب النقل والصراع الدائم في الحصول على مقعد داخل حافلة، الأمر الذي بات يطرح مشاكل عديدة أخرى، خاصة أن مسؤولين بالمؤسسات التربوية يحملون مسؤولية غياب النقل إلى البلديات بعيدا عن مديرية التربية التي تبقى المتفرج الوحيد عن الوضعية المزرية التي يتخبط فيها المتمدرسون.